الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السلم المنصوبة
وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه... ورأى حُلمًا، وإذا سُلَّم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة ( تك 28: 11 ، 12)
ما أجمل الرمز الذي أمامنا في هذا الحلم، حيث نرى السلم المنصوبة على الأرض ورأسها في السماء، رمزًا للرب يسوع المسيح الذي أتى من السماء ووصل إلى الأرض بالنعمة. إنه طريق الله إلى الإنسان وطريق الإنسان إلى الله. لقد حلّ بيننا (نصب خيمته بيننا). وعندما جاء إلى الأرض كانت السماء وكل ملائكة الله مشغولة بهذا الحَدَث الجليل وبهذا الشخص الكريم، حيث نقرأ عن أربعة ظهورات ملائكية ارتبطت بمجيئه في الجسد، وعن ملائكة أتت وصارت تخدمه بعد التجربة. وعندما اعترف نثنائيل بالرب يسوع قائلاً: «أنت ابن الله! أنت ملك إسرائيل!» ( يو 1: 49 )، قال له يسوع: «سوف ترى أعظم من هذا! ... من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» ( يو 1: 51 ). مُشيرًا إلى مجده كابن الإنسان الذي سيملك على العالم العتيد كله. وهذا أعظم من مجده كالمسيا ملك إسرائيل.

وإن كنا نرى في السلم الوسيط الوحيد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، فإننا نرى في الحجر الذي وضعه يعقوب تحت رأسه رمزًا ثانيًا للرب يسوع، الحجر الذي رفضه البناؤون. كما قال عنه الرسول بطرس: «الذي إذ تأتون إليه، حجرًا حيًا مرفوضًا من الناس، ولكن مختارٌ من الله كريم» ( 1بط 2: 4 ).

لقد قال الرب يسوع عن نفسه: «أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» ( مت 8: 20 ). كان يذهب ويبيت في الجبل الذي يُدعى جبل الزيتون. ولعله كان يأخذ من حجارة المكان ويضعه تحت رأسه. ويا للنعمة والاتضاع!!

لكن هذا الشخص المرفوض كان في نفس الوقت هو المُريح لكل المُتعبين. كما كان الحجر، في الرمز، هو الوسادة التي استراح يعقوب عليها وأتكأ رأسه ونام. فعندما رُفضت خدمة سيدنا من المدن التي صُنعت فيها أكثر قواته «أجاب يسوع وقال: أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك ... تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 25 - 28). وكم من نفوس قد استراحت به وتستطيع أن تتكئ الرأس عليه باطمئنان.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net