الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا أبغضوه؟
فلما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام ( تك 37: 4 )
إن كان ليوسف مكان فريد في قلب أبيه، وإن كان له في مشورات الله مكان الرئاسة والسلطان، إلا أنه كان يجب عليه، في الوقت نفسه أن يواجه بُغضة إخوته. هذا ما كان يجب أن يحدث ليوسف، حتى تكون قصته ظلاً للبغضة الأشد التي كان على المسيح أن يحتملها من يد البشر. إن ذاك الذي قصد الله أن يكون هو الأول في كل شيء، وأن يكون له السلطان على كل الكون، كان مكروهًا من كل قلب طبيعي.

لماذا يحمل القلب البشري الطبيعي كل هذه البُغضة للمسيح؟ هل كان في شخصه الكريم أي سبب لهذه البُغضة؟ حاشا، فما كان في المسيح مكان للقسوة أو العنف، للحسد أو الغيرة، للكبرياء أو الأنانية، تلك الأمور التي قد تكون سببًا للبغضة في حالة وجودها عند الآخرين. لقد كان فيه كل ما يدعو للمحبة. فمع أن الآخرين كانوا يعملون الشر في كل مكان، كان هو يجول «يصنع خيرًا» ( أع 10: 38 ). إن فم الإنسان كثيرًا ما يكون مملوءًا لعنة ومرارة، أما هو فلم يكن يخرج من فمه الكريم إلا كلمات النعمة ( لو 4: 22 ). ولما أرسل اليهود خدام رؤساء الكهنة ليمسكوه رجعوا قائلين: «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» ( يو 7: 46 ).

وبالرغم من أعمال محبته وكلمات نعمته فإنهم وضعوا عليه شرًا بدل خير وبُغضًا بدل حُبه ( مز 109: 5 )، ولذلك قال بحق «أبغضوني بلا سبب». لقد كانت هناك أسباب كثيرة لبغضته، ولكن لم يكن هناك أي سبب فيه هو. وكما لم يكن في الإنسان أي سبب يدعو المسيح لأن يحبه، كذا لم يكن في المسيح سبب يدعو الناس إلى بُغضته. فلماذا إذًا أظهر قلب الإنسان الشرير كل الكراهية لذاك الذي قضى كل حياته يُظهر الحب للإنسان؟ فلنأخذ الجواب من تاريخ يوسف.

لماذا كان يوسف مكروهًا من إخوته؟ أَ لم يكن بينهم كالذي يخدم؟ نعم، ولكنهم كانوا أشرارًا. ومهما كانت خدمته مطلوبة ومرغوبة، إلا أن وجوده أظهر شرهم، ومن أجل ذلك أبغضوه. ولنفس السبب، ولكن بدرجة أعمق، أبغض العالم المسيح، وفي ذلك فإنه يقول: «ولكنه (العالم) يبغضني أنا لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة» ( يو 7: 7 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net