الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مشهد التجلي
وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبلٍ عالٍ منفردين. وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس ( مت 17: 1 ، 2)
الحقيقة المتعلقة بالتجلي والتي لها مساس بالمسيحي في يومنا الحاضر هي أن ثلاثة من التلاميذ؛ بطرس ويعقوب ويوحنا، قد اختارهم الرب يسوع ليُريهم السَنَد الذي كان يقوّي قلبه ويشدده من جهة ما هو عتيد أن يتألم به، فهم كانوا مُعاينين عظمته ومُشاهدين مجده ( 2بط 1: 16 ). ومجرد أخذهم إلى هناك هو ليُعلن لهم أنه لا بد من يوم يكونون فيه في المجد. أ تختبر هذا أيها القارئ العزيز؟ أ تدرك في طيّات قلبك أنك يومًا ما ستكون في المجد؟ هل أعلن الروح القدس المجد لقلبك كما أعلن لعيونهم؟ فالمجد البهي ـ المجد السني ـ المجد المُنير سيظهر على الأرض الصاعد منها الأنين، وأن يوم أنينها آخذ في الانصرام والزوال سريعًا، وأن هذا المجد هو مجد الرب يسوع. فما هي عواطفك إزاء هذا المجد؟ إن كان هذا المجد قد أُعلن لبطرس ويعقوب ويوحنا، فإن الروح القدس قد أعلنه أيضًا لنا. هل تجد لذة عندما تتذكر أنك سترى يسوع؟ أ يحلو لك التأمل في رؤية ومشاهدة مُحيَّا ذلك الشخص العجيب؟ إنك ستراه وتُبصره وجهًا لوجه، وربما قبل أن تُشرق شمس يوم آخر تدخل إلى نفس المجد الذي دخله. إن روح الله يؤكد لنا أن المسيح جالس الآن على عرش الله، ويؤكد لنا أيضًا أنه سيبارح هذا العرش كالإنسان ليجلس على عرشه الخاص به. أ ترى هل يخطر ببال ملوك الأرض أن المسيح سيقبض بصولجانه على هذه الأرض؟ كلا، ثم كلا. ولكن هذا الفكر المجيد قد أشرق في قلوبنا وملأنا هذا الفكر بأننا سنكون هناك.

ولكن ماذا يعمل هؤلاء التلاميذ اليهود الأغبياء هناك؟ إنه لعسير على الجسد أن يبقى صامتًا في حضرة الله وحضرة مجد الله. فتكلم بطرس، فقال له الله: اسكت يا بطرس، ليس لأحد حق أن يتكلم هنا في المجد إلا ابني. فتكلم المسيح، ولكن ماذا قال؟ قال «قوموا، ولا تخافوا» (ع7). ويا لها من كلمات نعمة يُظهرها في مظهرها الجميل الأخَّاذ والخلاّب، مظهرًا لم تُبديه النعمة فيما سبق، مظهرًا يناسب حالة الإنسان، وقد سطع هذا المظهر فوق الصليب طبقًا لفكر الله، غير أن المسيح وقتئذٍ كان مُنحصرًا فلم تَفض النعمة بملئها من يديه إذ تصدّرت لها العوائق في طريق فيضانها، أما في المجد فستفيض باندفاق. فأين الحزن إذًا؟ باد إلى الأبد. أين الآلام؟ تلاشت إلى الأبد. «آمين. تعال أيها الرب يسوع».

ج.و. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net