حسب أمر الرب تم بناء 6 مدن لكي يهرب إليها كل قاتل نفس سهوًا ويحتمي فيها حتى يموت الكاهن العظيم، وعندئذٍ يمكنه أن يرجع إلى مدينته. ولو خرج قبل ذلك لكان من حق ولي الدم أن يقتله (يشوع20)، فسلامه مرهون بأسوار وأبواب مدينة الملجأ التي ترمز إلى الرب يسوع المسيح كمَن هو الملجأ والحِمى. فنحن كنا خطاة مثل قاتل النفس سهوًا، وولي الدم يمثل العدل الإلهي الذي من حقه أن يطاردنا، لأن «أجرة الخطية هي موت»، هكذا لا سبيل لخلاصنا سوى الاحتماء في مدينة ملجأنا؛ الرب يسوع المسيح «اليوم: إن سمعتم صوته فلا تُقسوا قلوبكم» ( عب 3: 7 ، 8)، إذ لا توجد آية واحدة تدعونا للتوبة غدًا.
المدينة الأولى من هذه المدن الست «قادش» ومعناها ”قداسة“ وفيها نرى المسيح ملجأ للدَنِس، وقد «صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسةً وفداءً» ( 1كو 1: 30 ) «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ).
المدينة الثانية: «شكيم» ومعناها ”كتف“ وفيها نرى المسيح ملجأ للمحروم من الحنان والعطف، الخروف الضال صار محمولاً على منكبي الراعي، فلنا أن نتمتع بمحبته وقوته.
المدينة الثالثة: «حبرون» ومعناها ”شركة“ وفيها نرى المسيح ملجأ للمنفصل الطريد الذي ليس له شركة مع الله أو شعب الله، لكن على أساس الدم لنا شركة مع الآب ومع ابنه، ولنا شركة بعضنا مع بعض.
المدينة الرابعة: «باصر» ومعناها ”حصن“ وفيها نرى أن المسيح ملجأ للضعيف «الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت. أقول للرب: ملجأي وحصني. إلهي فأتكل عليك» ( مز 91: 1 )، «الرب حصن حياتي، ممن أرتعب؟» ( مز 27: 1 ).
المدينة الخامسة: «راموت» أو «رامة» ومعناها ”رفعة“ أو ”مرتفعة“، وفيها نرى المسيح ملجأ للوضيع «أصعدني من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرةٍ رجليَّ» ( مز 40: 2 ) «وأقامنا معه، وأجلسنا (معًا) في السماويات في المسيح يسوع» ( أف 2: 6 ). هذا هو مقامنا الجديد.
المدينة السادسة: «جولان» ومعناها ”فرح“ وفيها نرى المسيح ملجأ للحزين «الذي وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد» ( 1بط 1: 8 ).