الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف ومشهد الموت
واستحلف يوسف بني إسرائيل قائلاً: الله سيفتقدكم فتُصعدون عظامي من هنا. ثم مات يوسف ... فحنَّطوه ووُضع في تابوت في مصر ( تك 50: 25 ، 26)
لقد سما إيمان يوسف فوق الحاضر، متطلعًا إلى أرض الموعد. وكما سيفتقد الله شعبه بنعمته ويُخرجهم من أرض مصر، هكذا سوف تمتد ذراعه الرفيعة بقوة عظيمة لخلاصهم ولإحضارهم إلى أرض الموعد، إلى الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الأرض الجيدة، التي انكشفت أمام إيمان يوسف عند موته، بكل ما فيها من بركات ومجد، هي مضمونة بوعد الله غير المشروط لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ( تك 50: 24 ).

وعند موت يوسف، لم يكن هناك أي أثر لظل مُعتم يغشي بصره ساعة رحيله، ولذلك رأى بعين الإيمان الثاقبة أن كل البركات المستقبلة مؤسسة على قوة وأمانة الله الحي. وهكذا، في قوة الإيمان بالله الحي، أعطى يوسف تعليماته بخصوص عظامه. ما أعظم الشهادة التي كانت لتابوت يوسف كل تلك القرون لكل إسرائيلي، إذ كانت تذكّرهم بأن الموت نفسه لم يكن يستطيع أن يمنع الله الحي من إتمام مشيئته ومن تنفيذ قصده الذي قصده من نحو شعبه. وهكذا أخيرًا، عندما ترك الشعب أرض مصر «أخذ موسى عظام يوسف معه» ( خر 13: 19 ). وعندما وصلوا أخيرًا إلى أرض الموعد، دفنوا عظام يوسف في «شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور» ( يش 24: 32 )، لكي ينام هناك في تراب الأرض، إلى أن يستيقظ للحياة الأبدية. وما زال الإيمان ينظر إلى ما بعد وادي ظل الموت، إلى البيت الأبدي الذي هو في قصد الله منذ الأزل.

ومع وجود الموت إلى الآن، إلا أن الإيمان، كما منذ القِدم، يستقر على إله القيامة. ونحن، كمسيحيين، لنا نور أوضح، لأننا نرى المسيح قد قام من بين الأموات، وجلس عن يمين العظمة في الأعالي، مُمسكًا في يده مفاتيح الموت والقبر، وننتظره آتيًا إلينا «بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله ... والأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لمُلاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 16 - 18).

وبينما أمام العيان ينتهي كل شيء إلى تابوت في مصر، يتطلع الإيمان بثقة إلى تلك اللحظة المجيدة التي فيها نُخطف جميعًا في السُحب لنكون كل حين مع الرب «لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net