الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما معنى أَكمل الناموس؟
لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأَنقض بل لأُكمِّل ( مت 5: 17 )
يجب أن نؤكد أن المسيح لم يأتِ لكي يُكمِّل الناموس بمعنى أن الناموس كان ناقصًا ويحتاج إلى إضافة شيء عليه، لأن «ناموس الرب كامل» في ذاته ( مز 19: 7 ). كما أنه لم يأتِ ليُضيف إلى أقوال الأنبياء أقوالاً جديدة، فهذا كان يكفي فيه العديد من الأنبياء ولم يكن يستلزم تجسد الابن الأزلي. كلا، لا يمكن أن يكون هذا هو المعنى المقصود. فما هو المعنى المقصود إذًا؟

بالنسبة للناموس فقد أكمله الرب يسوع بالمعاني الآتية:

أولاً: في حياته .. يقول الرسول بولس: «لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس» ( غل 4: 4 ). ويعلن الوحي أنه منذ إعطاء الناموس لم يستطع أحد من البشر أن يُكمِّله ( رو 3: 10 - 19). لكن الرب يسوع هو وحده الذي استطاع أن يُكمِّل الناموس تمامًا. لقد اتهمه أعداؤه مرارًا بأنه نقض الناموس إذ كسر السبت، لكن المسيح لا نقض الناموس ولا كسر السبت. لقد واجههم الرب وتحداهم أكثر من مرة ليجدوا في الناموس ما يمنع فعل الخير أو يحرِّم الشفاء في السبت فلم يستطيعوا.

ثانيًا: في موته .. فالناموس يدين الخطية، ويطلب لغفرانها الذبائح الدموية لأنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» ( عب 9: 22 ). لكن أ يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا؟ أم أن فيها كل سنة ذكر خطايا؟ ( عب 10: 3 ، 4). تُرى حتى متى كان سيل هاتيك الدماء الحيوانية سيستمر؟ ثم ما هو الغرض منها؟ نفهم من كلمة الله أن هذه كلها كانت موضوعة فقط لوقت الإصلاح، إلى أن يجيء المسيح ويقدم ذبيحة نفسه ( عب 9: 10 ). إذًا فموت المسيح أكمل للناموس أحكامه، وللرموز مدلولها! ونفس الأمر بالنسبة للنبوات. ففي حياته وفي موته تمم المسيح كل النبوات التي سبق الأنبياء وتنبأوا بها عنه.

ثالثًا: في قديسيه .. فبقوة الروح القدس فينا يمكننا نحن الآن أن نتمم حكم الناموس (أي مطلب بره) ( رو 8: 4 ). وعندما يقطع الرب عهدًا جديدًا مع بيتي إسرائيل ويهوذا «يقول الرب أجعل نواميسي في أذهانهم وأكتبها على قلوبهم» ( عب 8: 10 ؛ إر31: 33)، فليس على ألواح حجرية سيُكتب الناموس في ذلك الوقت السعيد، بل سيكتبها الرب على ألواح قلوبهم اللحمية!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net