الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا أنتم نيام؟
ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه، فوجدهم نيامًا من الحزن. فقال لهم: لماذا أنتم نيام؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ( لو 22: 45 ، 46)
لقد تثقل التلاميذ الثلاثة بالنوم على جبل التجلي عندما كان الرب يصلي، ولم يروا مجده إلا عندما استيقظوا ( لو 9: 32 ). ولما أخذهم ربنا يسوع المسيح إلى بستان جثسيماني ناموا هناك أيضًا فقال لهم: «لماذا أنتم نيام؟ قُوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة» ( لو 22: 46 ). لقد ملأ الحزن قلوبهم وبينما كان الرب يجتاز اكتئابًا وحزنًا عميقين، كانوا نيامًا. ولقد حرَّضهم وحثهم على الصلاة، وهو نفسه صلى بلجاجة حتى صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض، ومع ذلك كانوا نيامًا. يا للعجب حتى من أصدق الأصدقاء لم يجد ربنا يسوع المسيح رقة أو عاطفة تواسي.

ومن المستحيل أن نعرف كنه ما كانت تجتازه نفس ربنا القدوسة في البستان. كان اكتئاب ليس خوفًا من الموت بل نتيجة شعوره العميق بغضب الله ضد الخطية؛ الخطية التي كان سيحملها كذبيحة نيابة عنا متألمًا ومائتًا. ولم يكن ذلك الموت موتًا عاديًا كما يموت المؤمنون باسمه، بكل سلام. وإننا ننحني تعبدًا وسجودًا أمام ذاك الذي حمل حملنا وتألم نيابة عنا لمّا حمل في جسده خطايانا على الخشبة. ومحبة مثل هذه تفوق الإدراك ينبغي أن تكون موضوع تأملنا ولهجنا كل يوم وكل اليوم.

وإنه لأمر مُحزن ومؤلم معًا أن يرفض الناس ويزدروا بشخص مثل هذا تألم واكتأب وذاق موت الصليب تحت وطأة غضب الله من أجلنا. هكذا كان ولا يزال حال الناس إزاء الرب يسوع المسيح؛ يرفضونه ويستخفون به. ونحن الذين نعرفه ونعرف محبته، ماذا يجب علينا؟

للأسف! كما كانت الحال مع التلاميذ هكذا هي الحال مع كثيرين من شعبه في هذا الوقت العصيب جدًا. فبدلاً من أن يُصلّوا، هم غير مبالين ونيام روحيًا. وبدلاً من أن يؤدوا شهادة جريئة لسيدهم المرفوض، نراهم صامتين، وبدلاً من أن يحملوا عاره، نراهم لا يتحركون إزاء ما يُقال وما يُعمل ضده. «لماذا أنتم نيام؟ قوموا وصلوا».  ليتنا نعي هذه الكلمات التي نطق بها فم الرب، وليتها ترن مدوية في أسماعنا وقلوبنا، لتوقظنا من استخفافنا وفتورنا. فما أحوجنا إلى النهوض في هذه الأيام لنعترف بالرب أمام الناس من ناحية، ولننفصل عن أعداء ربنا وصليبه من الناحية الأخرى. نعم ما أحوجنا لأن ننهض للعيشة بأكثر أمانة وبأكثر تكريس لسيدنا.

أزوالد ج. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net