الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود والفداء
ومتى أتيت إلى الأرض... تأخذ من أول كل ثمر الأرض.. وتأتي إلى الكاهن... وتقول له: أعترف اليوم للرب.. أني..دخلت الأرض ( تث 26: 1 - 3)
من الواضح أن الوجود في كنعان كان يجب أن يسبق تقديم أثمار كنعان لله. فالساجد الإسرائيلي لم يقدم سلة أول الثمار لكي يدخل إلى الأرض بل لأنه أصبح فيها فعلاً «أعترف اليوم ... أني قد دخلت الأرض»، فلا شك في ذلك ولا تساؤل ولا ارتياب، بل قد أصبحت فعلاً في الأرض وهذه أثمارها في يدي دليل على ذلك.

وهكذا يمكننا القول إن الساجد هو الشخص الذي اختبر معنى الفداء بالدم والقوة. فهو شخص مفدي واحتمى في دم خروف الفصح ( خر 12: 12 ، 13)، وعلَّمه الله أن يذكر أنه كان عبدًا تحت عبودية المصريين القاسية، ولكن الله نظر مشقته وعبوديته، وأخرجه من هذه الحالة الرهيبة بيده الرفيعة وذراعه الممدودة بعجائب ومعجزات.

وهكذا يجب أن يكون الحال دائمًا، فيجب أن نتيقن من أمر خلاصنا قبل أن نستطيع تقديم أثمار ذلك الخلاص. ومن المؤكد أن كلمات الساجد الإسرائيلي تصوِّر عملاً أعظم بكثير عمله الله مع كل مؤمن، كان بالطبيعة هالكًا في الخطية، وتحت دينونتها الرهيبة، ولكن بعمل الفداء الذي أتمه ابن الله الحبيب في الجلجثة، قد هيأ خلاصًا كاملاً مجانيًا لكل خاطئ يشعر بحاجته، ويثق في المسيح كمخلصه، ويعترف به ربًا على حياته. وسعيد حقًا الشخص الذي يستطيع أن يأخذ كلمات ذلك الإسرائيلي على شفتيه، ويعترف بصدق ”أن الرب أخرجني بذراع ممدودة من خطاياي وحاجتي وعبوديتي، إلى حرية النعمة التي لأولاد الله“.

وهكذا يمكننا القول أيضًا: إن الساجد هو الشخص الذي له ميراث في الأرض. «ومتى أتيت إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا (ميراثًا)». هذا الإنسان كان موضوع الإرشاد الإلهي، وكان موضوع اهتمام الله في ملء حاجاته، والآن يُنظر إليه كمَنْ عبر الأردن، وامتلك فعلاً الأرض التي وعد بها الله.

والدلالة الرمزية لهذا ينبغي أن تكون واضحة، فالمؤمن يُنظَر إليه في الكتاب كمَن «جلس في السماويات في المسيح يسوع» ( أف 2: 6 )، هو متيقن بالله نفسه أنه «في المسيح يسوع»، وأنه هو وكل القديسين قد نالوا «نصيبًا، مُعينين سابقًا حَسَبَ قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته» ( أف 1: 11 )، والإدراك المبارك بأن كل هذا ملكه الآن، يمكِّن المؤمن من أن يتقدم بثقة إلى الأقداس، ويقدم السجود معترفًًا بالجميل.

الفريد ب. جيبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net