الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النذير الأسير!
فأخذه الفلسطينيون وقَلَعوا عينيه، ونزلوا به إلى غزة وأوثقوه بسلاسل نحاس. وكان يطحن في بيت السجن ( قض 16: 21 )
قبل أيام ليست بكثيرة، عندما كان شعر شمشون مسترسلاً وطويلاً، ولم يكن أحد ندًا له، حمل مصاريع بوابة غزة وعوارضها، وصعد بها فوق الجبل ( قض 16: 1 - 3). وأما الآن فإننا نراه في ذلة وانكسار يدخل من تلك البوابة عينها، لكنه هذه المرة أسير ذليل!

وإني أتخيَّل الصبية الصغار الهازئين يسخرون من هذا الأعمى! أتخيلهم مثل أطفال الحجارة الذين نسمع عنهم، يركضون وراء هذه المدرعة التي وقعت في الأسر، يهيلون عليه التراب ويرشقونه بالحجارة! يجرون وراءه يتصايحون قائلين: «اصعد يا أقرع»، بعد أن جزَّت شعره «دليلة» وأخذت منه إكليله!

بعد شمشون بعشرات من السنين قال داود في مرثاته على شاول: «كيف سقط الجبابرة! لا تخبروا في جت، لا تبشروا في أسواق أشقلون، لئلا تفرح بنات الفلسطينيين، لئلا تشمت بنات الغلف!» ( 2صم 1: 19 ، 20). وماذا نقول نحن إزاء ما حدث للبطل شمشون، عندما أخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه، ونزلوا به إلى غزة، وأوثقوه بسلاسل نحاس، وكان يطحن في بيت السجن! وكان هناك في ظلمة مزدوجة، ظلمة العمى وظلمة السجن! وفي وُثق مزدوجة «موثقًا بالذل والحديد، لأنه عصى كلام الله، وأهان مشورة العلي» ( مز 107: 10 ، 11).

وفي بيت السجن وصل الحال بهذا البطل الذي لم يشاهد التاريخ نظيرًا له، أن يعمل ما تعمله الجارية الأسيرة! وذاك الذي كان قصد الله من جهته أن يخلص شعبه من الفلسطينيين، أمسى أسيرًا، يطحن الحنطة لهم! وصاحب الصولات والجولات صار تحت رحمتهم! والذي طالما أرعب الفلسطينيين، ها هم يستدعونه لكي يلعب لهم! ( قض 16: 25 ) حقًا «عار الشعوب الخطية» ( أم 14: 34 )!

عزيزي .. هل لك علاقة آثمة مع دليلة، أيًا كانت هذه الدليلة؟ هل اعتدت أن تقوم بزيارات مستمرة لها؟ صديقي احذر من دليلة، فالنهاية أليمة! لذلك أرجوك أن تسأل نفسك: ما هي الكتب التي تقرأها؟ والمجلات التي تتصفحها؟ والبرامج التي تشاهدها؟ والمواقع التي تزورها؟ هذه أسئلة جادة جدًا. ابدأ بتصحيح موقفك. اطلب من الله بصلاة وصوم أن يحررك قبل أن تُقيَّد وتُقلع عيناك، وساعتها لن ينفع الندم بعد زلة القدم.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net