الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبغضوني بلا سبب!
أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب ( مز 69: 4 )
الآية التي في صدر المقال مُقتبسة من مزمور69 في العهد الجديد. ولقد قالها الرب يسوع في معرض حديثه مع تلاميذه، ليوضح لهم كراهية الأمة لشخصه. «لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: إنهم أبغضوني بلا سبب» ( يو 15: 25 ). هذه البغضة لشخص ربنا المعبود من أُمّته حسب الجسد هي:

(1) بغضة عمدًا وبإصرار: فهي لم تكن بغضة سهوًا أو نتيجة عدم معرفة بحقيقة شخصه. فحتى آخر لحظة، عندما أتوا ليقبضوا عليه، قصد الرب أن يعطيهم رسالة واضحة تدل على حقيقة مَِنْ هو. فبمجرد أن قال لهم: «أنا هو»، وهي بعينها ”أنا الكائن“ أو ”الواجب الوجود“ أو ”أنا أهيه“ ( خر 3: 14 )، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. ولقد كان هذا المشهد وحده كفيلاً أن يجعلهم يراجعون حساباتهم, ولكن كما قال المسيح: «لو لم أكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم» ( يو 15: 22 ).

(2) بغضة ضد المنطق: فليس أنهم فقط علموا مجد وجلال شخصه، ومع ذلك اقتادوه للصلب والموت، لكنه أيضًا كم عمل من الخير معهم. ولقد قال لهم مرة: «أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي، بسبب أي عمل منها ترجمونني؟» ( يو 10: 32 )، لقد كانت كل معجزاته بينهم هي معجزات النعمة. «الذي جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس» ( أع 10: 38 )، ومع ذلك فقد فضّلوا عليه باراباس، ذلك القاتل واللص!! إنها حقًا بغضة ضد المنطق.

(3) بغضة مصدرها شيطاني: إن كان لا يوجد في المسيح سبب واحد يدعو لبغضته، فهناك آلاف الأسباب التي تحفز على عبادته ومحبته وإكرامه، فلماذا يُبغَض المسيح؟! لقد شفى مرضاهم وأقام موتاهم وأشبع الآلاف بخيره، وعلَّمهم دروس الحياة الأبدية، فكان جوابهم على كل ذلك هو الصليب!! يقول الرب: «لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي» ( يو 15: 24 ). علَّق أحدهم قائلاً: ”أن ترد الإحسان بالإحسان فهذا مبدأ إنساني، وأن ترد الشر بالخير فهذا مبدأ مسيحي، وأن ترد الخير بالشر فهذا مبدأ شيطاني“.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net