الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعلى راية
وكما رفع موسى الحيَّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 14 ، 15)
لقد رفع موسى حيَّة من نحاس، شبه حيَّة خالية من سم الحيات، هي حيَّة من صنع الإنسان بمقتضى تعليمات الرب. أما ما نقرأه في يوحنا3: 14، 15 فإن المرفوع هو «ابن الإنسان» أي «المسيح ابن الله الحي» ( مت 16: 16 ). إن الرب ـ له المجد ـ قال لنيقوديموس «لا تتعجب أني قلت لك: ينبغي أن تُولدوا من فوق»، ذلك أمر محتوم ولا مفر منه لكل مَنْ يريد أن يدخل ملكوت الله. أما سيدنا فلماذا ينبغي أن يُرفع؟ ما الذي جعله أمرًا محتومًا ولا مفر منه؟ الإجابة: هو عدم هلاكي وهلاكك أيها القارئ العزيز. لقد قرر بنفسه أن ينتشلنا من جوف اللهيب، فاحتمل نار دينونة خطايانا عوضًا عنا ( مرا 1: 13 )، تم ذلك في الساعات الثلاث التي أظلمت فيها الشمس عندما وضع الله عليه إثم جميعنا.

لقد أراد الله لنا ليس فقط أن لا نهلك، بل أكثر من ذلك أن «تكون لنا حياة»، لا الحياة الوقتية نظير الذين نظروا إلى الحية النحاسية ( عد 21: 9 )، بل «الحياة الأبدية»، «لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني: أن كل مَن يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير» ( يو 6: 40 ).

«ينبغي ...» إننا هنا نقف على أرض مقدسة، وماذا عسانا أن نفعل؟ نخلع أحذيتنا من أرجلنا، نغلق أبواب عقولنا القاصرة واستنتاجاتها. هل توجد قوة تُلزم ابن الإنسان «رب المجد» أن يُرفع على الصليب؟ نعم! وما أعظمها قوة! إنها أعظم من القوة التي تنقل الجبال (1كو13)، إنها ”محبة الله القوية كالموت!“ «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

لكن ما وجه الشبه بين حيَّة موسى وبين سيدنا له المجد؟ لقد كانت الحية التي رفعها موسى جمادًا، إنها خالية من سم الحيَّة الحارقة، وهي من نحاس أي المعدن الذي يحتمل أقصى درجات حرارة النار. هكذا كان سيدنا خاليًا من كل أثر للخطية، فهو «القدوس» المولود من العذراء، ابن الله ( لو 1: 35 )، ولم تكن فيه خطية، ولا عرف خطية، كان إنسانًا لكنه «في شبه جسد الخطية» ( رو 8: 3 ) لكي يتسنى له في ناسوته الطاهر أن يحتمل قصاص خطايا الناس.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net