الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سنوات الصمت
وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئًا حكمةً، وكانت نعمة الله عليه... فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ( لو 2: 40 ، 52)
من متى2: 23؛ 4: 13 تتحدد مدة إقامة يسوع المسيح في الناصرة. والواقع أنه في تلك القرية، بين التلال الواقعة غربي بحر الجليل، قضى ربنا يسوع الجزء الأكبر من حياته على الأرض. هناك «كان قد تربَّى» كما يقول لوقا ( لو 4: 16 ).

كان ينمو في كل شيء نموًا طبيعيًا. لقد كان ناسوته طبيعيًا كاملاً. وقد نمت حكمته جنبًا إلى جنب مع قامته وسنه، كان أولاً طفلاً، ثم رجلاً؛ هكذا نراه في لوقا2: 40 في طفولته، وفي لوقا2: 52 في شبابه. كان كاملاً في كل المراحل، وكان يسلك في كل شيء بما يناسب سنه والمركز الذي أخذه.

ويا له من مثال للشباب الذين يريدون أن يسبقوا الزمن، ويقومون بما لم يُعهد به إليهم بعد، أو للشيوخ الذين كثيرًا ما يتصرفون كغلمان، ناسين الخدمة التي ائتمنهم الرب عليها، مهملين استخدام الموهبة التي أخذوها «كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة» ( 1بط 4: 10 ). فمثلاً لا يليق بشاب حديث السن أن يأخذ في الاجتماع مركز المعلم لشيوخ من حوله. بل عليه أن يمارس محبته للرب ولإخوته، ويصلي في اجتماعات الصلاة، ويتعلم ممن أكثر اختبارًا وأعمق فهمًا لكلمة الله، حتى ينمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح ( 2بط 3: 18 ). وعندئذٍ تكون الكلمة في أوانها ـ بحسب ما يقوده الرب ـ مقبولة، بل ومرغوبة أيضًا.

لم تذكر كلمة الله لنا أية معجزة صنعها الرب يسوع في طفولته أو في حداثته، فإن الوقت لم يكن قد أتى بعد. لكن لما جاء الوقت لم يُقصِّر قط في إتمام خدمته. ففي طفولته وصباه كان خاضعًا لأبويه، لكن في دور الخدمة فيما بعد، لما أرادت أمه وإخوته أن يعطلوا بعضًا من نشاطه، نراه يتجاهلهم ( مت 12: 46 - 50).

في كل شيء تصرف كما يليق بطفل، ولكن روح الله أراد أن يسجل لنا واقعة عيد الفصح في أورشليم ( لو 2: 41 - 50) لكي يُرينا أنه في سن الثانية عشرة كان يدرك أنه المُرسل من الآب، وأن مكانه كان هو الهيكل، لا ليعلِّم، كما فعل بعد ذلك المرات الكثيرة وإلى أخر أيام حياته، ولا لكي يطرد منه الدُخلاء، بل ليجلس وسط المعلمين «يسمعهم ويسألهم». فلم يكن يليق به وهو صبي أن يُعلِّمهم، لكن كانت أسئلته وأجوبته دقيقة ومُدهشة، حتى أن «كل الذين سمعوه بُهتوا من فهمه وأجوبته» ( لو 2: 46 ، 47).

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net