الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 4 نوفمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعظم عريس
فليكن أن الفتاة التي أقول لها: أميلي جرَّتك لأشرب، فتقول: اشرب وأنا أسقي جمالك أيضًا، هي التي عيَّنتها لعبدك إسحاق ( تك 24: 14 )
عندما وصل عبد إبراهيم إلى مدينة ناحور، أناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء، وقت المساء، وقت خروج المستقيات، وصلى إلى الرب ليرشده، ووضع علامة ليعرف بها المُعيَّنة من الله لإسحاق، وهي أن الفتاة التي سيقول لها أميلي جرتك لأشرب، فتقول اشرب وأنا أسقي جمالك أيضًا، هي المُعيَّنة من الله عروسًا لإسحاق. ولم تكن العلامة التي وضعها العبد مجرد علامة حسبما اتفق، بل كانت تحمل دلالات هامة ومباركة. كل فتاة على الأرجح كانت ستسقيه بناء على طلبه، لكن مَنْ التي كانت ستتطوع لأن تسقي عشرة جمال مُتعبة من رحلة طويلة عبر الصحراء؟ مَنْ هي التي سترضى أن تسير معه الميل الثاني، إن جاز القول. وأن تقوم رفقة بخدمة كهذه لغريب مسافر، فقد دلت على أنها فتاة رائعة حقًا تتحلى بروح النعمة.

لقد رتبت العناية الإلهية أن تلتقي رفقة في ذلك اليوم بعبد إبراهيم. ولقد أعطته الماء فأعطاها الذهب بدل الماء، فعوِّضت عن كرمها بوفرة وسخاء. أ ليس في هذا درس لنا أيضًا؟ يقول الرسول بولس: «فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكّل» ( غل 6: 9 ). ولم يقتصر الأمر على ذلك إذ صار لها أيضًا أعظم عريس في كل الدنيا (في زمانها) بلا منازع. أ ليس هذا نفس ما يحدث معنا إذا تبعنا المسيح وخدمناه؛ مئة ضعف هنا والآن، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية؛ ربنا يسوع المسيح نفسه! «إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» ( رو 15: 58 ).

ودخل العبد إلى بيت والد رفقة. وفي البيت حكى العبد أخبار إبراهيم وإسحاق، والقصد من رحلته، ومعاملات الله الأمينة معه، وانتظر الإجابة من الأهل، ومباركتهم للخطوة. فما كان من الأسرة إلا أن توافق، إذ من عند الرب خرج الأمر. فأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابًا لرفقة، عربون الغنى الكثير الذي سيصير كله لها بعد قليل. وما أجمل أن نعرف المعنى الروحي لتلك العطايا القيّمة، لقد صار لنا نحن غنى المسيح الذي لا يُستقصى، وكل بركة روحية في السماويات ( أف 3: 8 1كو 1: 30 )، صار لنا الفداء والبر والقداسة (1كو1: 30).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net