الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 نوفمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيمان الشونمية وصلاة أليشع
فقالت أم الصبي. حيٌ هو الرب، وحية هي نفسك. إنني لا أتركك. ..... فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب ( 2مل 4: 30 ، 33)
تعلق إيمان الشونمية برجل الله، مُقتنعة أنه ليس سوى قوة الله التي يُظهرها رجل له اتصال بالله ـ ليس سوى هذه القوة تستطيع أن تُعيد الحياة إلى الصبي الميت. لقد كانت لهذه المرأة الحواس الروحية الصحيحة، فقام رجل الله وتبعها. وإذ وصل أليشع إلى البيت وجد الصبي ميتًا ومُضجعًا على سريره، فدخل وأغلق باب الحجرة على نفسيهما كليهما وصلى إلى الرب. لقد ألقى كل اتكاله على الرب وأحسَّ أنه في حاجة عميقة للاستناد عليه والوجود في حضرته. نعم أغلق الباب تاركًا خارجًا الزوج وأعياده، وجيحزي والعكاز، والمرأة وأحزانها، لأن هذه كلها لا يمكن أن تُعيد الحياة إلى الصبي الميت. الرب وحده هو الذي يقدر أن يُعيد الحياة إليه. لهذا السبب دخل أليشع وأغلق الباب وصلى إلى الرب.

ونلاحظ أن أليشع ربط نفسه بالشخص الذي كان يصلي لأجله، فاضطجع فوق الصبي، ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه. ألا نرى في هذا المنظر الصلاة الحارة الفعالة لهذا الرجل البار؟ الصلاة التي تستبعد خارجًا الإنسان وكل شيء من الإنسان ومساعيه، الصلاة التي تنظر إلى الرب وحده وتربط نفسها بحاجة الشخص الذي لأجله يصلي، والرب لا بد أن يكافئ مثل هذا الإيمان، فسُمعت الصلاة إذ نقرأ «فسخن جسد الولد». وجاهد الإيمان في الصلاة لأننا نقرأ أن النبي «عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، وصعد وتمدد عليه» عندئذٍ فتح الصبي عينيه.

وأرسل النبي إلى الشونمية قائلاً لها بكل هدوء: «احملي ابنك». والمرأة لم تُبدِ دهشة بل بروح الشكر العميق «سجدت إلى الأرض، ثم حملت ابنها وخرجت». وتقديرًا لهذه المرأة ولإيمانها، شُهد لها بالقول: «بالإيمان ... أخذت نساء أمواتهن بقيامة» ( عب 11: 35 ).

إجابةً لإيمان المرأة وصلاة أليشع، أظهر الله ذاته، ليس فقط كمَنْ له القدرة على أن يَهَب الحياة حيث لا حياة، بل كالذي يُحيي ويُعيد الحياة لمَن كان ميتًا. ومن أسمى امتيازاتنا نحن المؤمنين أن نعرف الله كما أعلن لنا ذاته في ربنا يسوع المسيح الذي قال: «أنا هو القيامة والحياة».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net