الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التقوى نافعة لكل شيء
لأن الرياضة الجسدية نافعة لقليل، ولكن التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدةا إذ اشتركتم في ضيقي.... ليس أني أطلب العطية، بل أطلب الثمر المتكاثر لحسابكم ( 1تي 4: 8 )
واحدة من أكبر الأكاذيب التي يروّجها الشيطان؛ أن الحياة التقوية حياة كئيبة مليئة بالحرمان والألم. ويحاول أن يصور الأتقياء بأنهم أُناس ضعفاء يعيشون على هامش الحياة. ولكن كلمة الله الحية الباقية إلى الأبد تعلن عكس ذلك تمامًا، فتقول إن التقوى نافعة لكل شيء، فإن لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة ( 1تي 4: 8 ).

وعندما نقرأ في سفر دانيال الأصحاح الأول عن أربعة فتيان مسبيين في أشر مكان في العالم في زمانهم (قصر بابل)، ونرى إصرارهم على التمسك بشريعة إلههم حتى النهاية، ثم نرى حجم النجاح الزمني والتوازن النفسي الذي تمتعوا به، نعرف بحق صدق كلمة الله. وبالرغم من كل الإغراءات، بل وخطورة أن يرفضوا الخضوع لنبوخذنصر أقوى وأعنف ملك في عصره، فإنهم رفضوا أن يأكلوا مما ذُبح للأوثان أو يسجدوا لتمثال الذهب (دا1؛ 3).

لا أحد يعرف أي شيء عن باقي الفتيان الذين كانوا مسبيين مع دانيال ورفاقه الثلاثة. هؤلاء الذين لم يضعوا في قلوبهم  ألاّ يتنجسوا بأطايب الملك، ولا بخمر مشروبه، بل وخرّوا وسجدوا للوثن. ولا يذكر لنا الكتاب أن طاعتهم للملك الوثني كانت سببًا في نجاح لهم أو سعادة. أما دانيال ورفاقه فكانت أسماؤهم تلمع في كل المملكة, ومنذ آلاف السنين وحتى الآن ما زالوا رمزًا للطهارة والشجاعة على مرّ العصور. فأي نجاح مثيل هذا يمكن أن يحققه إنسان لا يعيش فى مخافة الرب!

إن كلمة الله والاختبار العملي يؤكدان أن حياة التقوى ومخافة الرب هي حياة السعادة والنجاح، حتى وإن كان سيدنا الحبيب الصادق الأمين قد أعلن أن الباب ضيق وأن الطريق كَرْب، لكنه ـ تبارك اسمه ـ قد أعلن أيضًا أنه معنا في هذا الطريق كل الأيام، إلي انقضاء الدهر ( مت 28: 20 ). فما أعظم هذا الامتياز! وما أقوى هذا لضمان حياة النصرة والأمان والسلام!  

مدحت حلمي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net