الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القلب الراعوي
فأُخلِّص غنمي فلا تكون من بعد غنيمة، وأحكم بين شاة وشاة، وأُقيم عليها راعيًا واحدًا فيرعاها عبدي داود، هو يرعاها وهو يكون لها راعيًا ( حز 34: 22 ، 23)
ما أروع أن نتأمل في وظيفة داود ومهنته: «هوذا يرعى الغنم» ( 1صم 16: 11 ). وهذا ما أشار إليه الرب في حديثه بعد ذلك حين قال له: «أنا أخذتك من المربض، من وراء الغنم لتكون رئيسًا على شعبي إسرائيل» ( 2صم 7: 8 ). ولا شيء يمكن أن يرسم أفكار الله بخصوص وظيفة الملك أكثر من عمل الراعي. بل إن الملكية إذا لم تُنفذ بروح الرعاية، فإنها تفشل في تحقيق غايتها. وهذا ما اختبره داود بكل معنى الكلمة، كما نرى في كلماته المؤثرة: «هؤلاء الخراف ماذا فعلوا؟» ( 2صم 24: 19 ).

كان الشعب هو قطيع الرب، وداود كراعٍ مُقام من الرب، حفظهم على جبال إسرائيل تمامًا كما حفظ قطيع أبيه في بيت لحم. فهو لم يغيِّر أخلاقه وطبائعه حين جاء من الحظائر إلى العرش، وحين أبدل المقلاع بالصولجان، أبدًا فقد ظل هو الراعي، وشعر بأنه مسؤول أن يحمي قطيع الرب من كل أسد ودب يجول حول القطيع طالبًا فريسة.

والإشارة النبوية عن داود الحقيقي جميلة ومؤثرة «فأخلص غنمي فلا تكون من بعد غنيمة، وأحكم بين شاةٍ وشاة، وأُقيم عليها راعيًا واحدًا فيرعاها عبدي داود، هو يرعاها وهو يكون لها راعيًا. وأنا الرب أكون لهم إلهًا، وعبدي داود رئيسًا في وسطهم. أنا الرب تكلمت» ( حز 34: 22 - 24). والمسيح في يوحنا10، يقدم لنا ذاته كالراعي الأمين والصالح، وبلا شك أنه في يوحنا6 كان يشير إلى طبيعته الرعوية «وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل ما أعطاني لا أُتلف منه شيئًا، بل أُقيمه في اليوم الأخير» ( يو 6: 39 ). هذا حق عظيم، وقد ظهر جليًا في حياته وفي موته. فإن الرب يسوع يقدم نفسه كشخص مسؤول، بمحض إرادته، أمام الآب، أن يحفظ كل فرد من القطيع الغالي والمحبوب وسط كل تقلبات الحياة، ويُحضرهم بمجد القيامة في اليوم الأخير.

هذا هو الراعي الذي أودعتنا يد الآب لعنايته. نعم، يا له من اهتمام بالغ بنا في الزمان وفي الأبدية، أن يضعنا في هاتين اليدين، يدي راعٍ دائم الوجود، دائم الحب، كُلي القدرة، ذاك الذي محبته لا تُطفئها مياه كثيرة، وقدرته لا يمكن أن تعادلها أية قدرة في الوجود.

يرعانا بنعمتِهِ دومًا في مرعَى البركاتْ
حُملانُهُ في حضنِهِ أيضًا يقودُ المرضِعاتْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net