الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحامل لكل الأشياء
حاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1: 3 )
إن السماوات وكل العالمين تشهد في روعتها لقدرة الله؛ إنها تحدِّث بمجده. هذه السماوات تنظمها قوانين عجيبة، قوانين غير معروفة عند الإنسان المخلوق الترابي الضعيف الساكن في واحد من أصغر الكواكب بين خليقة الله. وفقط أولئك الذين عميت بصيرتهم وخَلَت قلوبهم من الإيمان وتخبطوا في الظلام الدامس، هم الذين يقولون إن تلك القوانين قد كونت نفسها وهي التي تعمل عملها من تلقاء ذاتها بدقة وبدون توقف بطريقة آلية منتظمة. هذه هي عقيدة التطور. لكن الإنسان الحكيم الذي يفطن، يعلم أن الرب الخالق لم يقرر فقط قوانين الكون التي على نمطها ينتظم، بل أيضًا هو الحامل لها. فكل نجم وكل كوكب وملايين لا تُحصى منها، ونظام شمسي يفوق الإدراك البشري، كل ذلك محمول بكلمة قدرته. كل ما يحدث في هذه العوالم إنما نظمته يداه. وبدون تلك القدرة الحاملة يغرق الكل في تشويش لا نهائي. وما أقل ما يعيه عقلنا المحدود من كل ذلك! ولا نحن نعرف كيف يحمل له المجد عالم الأرواح غير المنظورة وجماهير الملائكة التي لا تُحصى. كل أولئك في حاجة إلى قدرته الحاملة.

ومن جهة أرضنا التي عليها سكن الإنسان الكامل، ووُضع قليلاً عن الملائكة، يسوع ( عب 2: 9 )، هو أيضًا الحامل لكل الأشياء. نعم هو لم يتبوأ بعد كإنسان ـ عرش مجده كملك الملوك ورب الأرباب، لكنه الآن يرتقي عرشه في المجد، عرش السيادة لأن إليه دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض. لذلك لا نخاف شيئًا ولا نخشى. قد تتزحزح الأرض وتتزلزل، وقد تهتز السماوات، لكن مقاصده الأزلية لا بد أن تتم فيها جميعًا لمدح ولمجد اسمه.

ولنا نحن الذين ننتمي إلى كل مَن يحمل كل الأشياء، تعزية قوية. إن يدي القوة القادرتين اللتين تحملان العالمين، واللتين تضبطان كل الأشياء، تحملاننا أيضًا في أيامنا القليلة التي نقضيها هنا. هذه تعزية نود أن نزفها إلى قطيع الرب الصغير. إن الحامل لكل الأشياء هو ربنا المحب المُنعم الذي محبته من نحونا تفوق المعرفة، تلك المحبة التي ظهرت في موته على الصليب. ونحن في نظره أغلى من كل العوالم، من أجل ذلك نستطيع أن نعتمد على محبته وقدرته في كل الظروف لتعضيدنا وتسنيدنا في كل طرقنا، إلى أن يأخذنا لنكون معه في منازل المجد الأبدية.

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net