الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 سبتمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسباب الأحداث المأساوية
أَ تظنون أن هؤلاء كانوا مُذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم؟ كلا! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ( لو 13: 4 ، 5)
كيف يمكن أن يسمح الله لأُناس أبرياء بالمُعاناة والموت؟ عندما تضرب الكوارث ضرباتها، فإن هذا السؤال يُطرح من المؤمنين وغير المؤمنين على السواء ـ سواء كانت كارثة طبيعية كالزلازل، أو شرًا متعمدًا كالهجمات الإرهابية.

إن الكتاب المقدس يُجيب على هذا السؤال، لكن الإجابة ليست بسيطة، ولا كاملة أو نهائية، بل إن الكتاب يُشير إلى «سر الإثم» ( 2تس 2: 7 ). و”السر“ هو شيء مُخفى عن المعرفة والمنطق البشريين، ولا يمكن معرفته إلا من خلال ما يُعلنه الله في الكتاب، لذلك لا ينبغي أن نتوقع إجابة لكل ”كيف“ و”لماذا“ ترتبط بالأحداث المأساوية، لكن يمكننا أن نحصل على بعض الفهم من خلال ما أعلنه الله في كلمته: فماذا يقول الكتاب عن سبب الأحداث المأساوية.

أولاً: لم تكن الأحداث المأساوية لتوجَد لو لم تكن هناك خطية في العالم. فلم تكن هناك أحداث مأساوية في الجنة قبل السقوط، ولن تكون في السماء لأنه لن تكون خطية هناك.

ولا شك أن الله يستطيع أن يستخدم الأحداث المأساوية لكي يدين الأشرار ولكي يؤدب شعبه. لقد أدان الله العالم كله يومًا بكارثة الطوفان الطبيعية ( تك 6: 5 - 7)، واستخدم كارثة طبيعية أخرى ليهلك سدوم وعمورة (تك19). كما يمكن أن يستخدم الله الشر البشري المتعمد لإجراء دينونته وتأديبه. فالله يُشير إلى أشور بالقول: «قضيب غضبي» وإلى بابل «فأس وأدوات حربٍ» ( إش 10: 5 إش 10: 12 ). لقد استخدم الله الشر البشري المتعمد المتمثل في هذه الأمم القاسية ليدمّر مملكتي إسرائيل ويهوذا، ويقودهما إلى الأسر بسبب شرهما. إلا أنه بالرغم من أن الله يستخدم الشر البشري، إلا أن هذا لا يجعله مسئولاً عن الشر، كما أن استخدامه لأفعالهم الشريرة لتحقيق مقاصده لم تُبرر أفعال أشور وبابل الشريرة، بل إن الله في الحقيقة، اعتبر هذه الأمم مسئولة عن طرقها الشريرة، ودانها بدورها (إش10: 12؛ إر51: 24). والله لا يستخدم الأحداث المأساوية ليدين المدن والأمم فقط، بل يستخدمها أيضًا ليدين الأفراد الأشرار، فقد استخدم الله زلزالاً للتعامل مع تمرد قورح (عد16)، واستخدم مرضًا مُريعًا ليضرب كبرياء هيرودس (أع12)، واستخدم نية ياهو الشريرة ليتعامل مع شر آخاب وإيزابل (2مل9، 10).

ديفيد ر. ريد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net