الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رقة المشاعر
مَنْ يهيئ للغراب صيده، إذ تنعب فراخه إلى الله، وتتردد لعدم القوت ( أي 38: 41 )
يتكلم الرب مع أيوب متسائلاً: مَنْ يعتني بفراخ الغربان، وهي ما زالت صغيرة في عُشها ـ إذ أن من طبائع الغراب أن لا يعتني بصغارها أو يطعمها؟

ويا لها من مشاعر باردة يُظهرها الغراب لفراخه! تمامًا كما يفعل النعام ( مرا 4: 3 ). وإن كنا نرى في عالم الطيور مَنْ يتصف بالجفاء والقساوة، ألا نتعجب من أن نرى هذه الصفة في الإنسان الذي نفخ فيه الله من روحه، والذي من طبيعته، تبارك اسمه، المحبة والرأفة والحنان؟! ألا نندهش عندما نقرأ كلمات إرميا عن حالة شعب الله وقد أظهروا الجفاء والقساوة، تمامًا كما نراها في عالم الطيورقائلاً: «بنات آوي أيضًا أخرجت أطباءَها (حلمات ثديها)، أرضعت أجراءها (صغارها). أما بنت شعبي فجافية كالنعام في البرية» ( مرا 4: 3 )؟! وكم نتعجب أن نرى أُمًا تذبح ابنها وتأكله؟! (2مل6)، الأمر الذي أشار إليه إرميا بأسف وحسرة، قائلاً: «أيادي النساء الحنائن طبخت أولادهن. صاروا طعامًا لهن» ( مرا 4: 10 )

وإن كان الشيطان عن طريق الخطية أفسد طبيعة الإنسان، ونجح في أن يشوّه خليقة الله الصالحة، إلا أن الله لا يمكن أن تفشل مقاصده من نحو الإنسان الذي جبله، فإن كنا ورثنا الصفات الرديئة من الإنسان الأول، إلا أننا اكتسبنا كل الصفات الرائعة من الإنسان الثاني؛ الرب من السماء، وانطبق علينا القول: «كما هو السماوي هكذا السماويون أيضًا» ( 1كو 15: 48 وأيضًا 2كو5: 17).

فبولس الذي كان يومًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا .. ينفث تهددًا وقتلاً ( 1تي 1: 13 1تس 2: 7 ) صارت له بعد أن تقابل مع الرب ذات صفات وطباع المسيح. إذ نسمعه يقول لمؤمني تسالونيكي «كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كنا حانين إليكم، كنا نَرضى أن نعطيكم، لا إنجيل الله فقط، بل أنفسنا أيضًا، لأنكم صرتم محبوبين إلينا» (1تس2: 7، 8).

ليتنا نجتهد أن تظهر فينا مثل هذه العواطف التي مصدرها الله، مستمعين إلى نصيحة الرسول بولس: «فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولطفًا، وتواضعًا، ووداعة، وطول أناة» ( كو 3: 12 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net