كثيرًا ما تحدثت كلمة الله عن موضوع ”الوشاية“، والرب لا يرى في الوشاية أو النميمة خطية صغيرة كما يخيّل لنا، بل يقول الكتاب «الذي يغتاب صاحبه سرًا هذا أقطعه. مُستكبر العين ومنتفخ القلب لا أحتمله» ( مز 101: 5 ). وخطية الوشاية هي واحدة من ضمن لائحة الخطايا الممقوتة على قلب الرب، والتي بسببها أُعلن غضب الله، إذ يقول في الرسالة إلى رومية «مملوئين من كل إثمٍ وزنا وشر وطمع وخبث .... نمَّامين مُفترين، مُبغضين لله، ثالبين ...» ( رو 1: 29 ، 30).
وليس بالضرورة أن تكون الوشاية هي خبر كذب لكي تُسمى وشاية، بل حتى نقلك لأخبار صحيحة عن أخيك، إذا كانت دوافعك من نقل تلك الأخبار الصحيحة هي كشف معلومات للآخرين للمضرة بأخيك، أو إذا كنت تنشر تلك الأخبار لقصد تقبيح صورة أخيك، فهذه وشاية.
وهناك تحذير آخر في الكتاب في موضوع الوشاية، وهو مُقدم لهؤلاء الذين يظنون أن الاستماع للوشاية ليس فيه خطية، إذ يظنون أن المسئول في أمر الوشاية هو فقط ذلك الشخص الذي ينشر الوشايات. لكن هذا غير صحيح، واسمع رأي الكتاب: «الفاعل الشر يُصغي إلى شفة الإثم، والكاذب يأذن للسانِ فسادٍ» ( أم 17: 4 ). إن الشخص الذي يسمع للوشاية هو شخص، يُثبت في انسجامه مع الواشي، أنه على شاكلته. لماذا لا تقول لكل مَن يريد أن يشي: آسف أنك تحدثني بأمور لا حق لي أن أسمعها! لماذا لا تقول له: توجَّه للأخ صاحب القضية وافحص الأمر معه! كلمات من هذا النوع توقف عمل الوشاية. وتذكَّر أن «الساعي بالوشاية يُفشي السر، فلا تُخالط المُفتح شفتيه» ( أم 20: 19 )، وأن «الوجه المُعبّس يطرد لسانًا ثالبًا» ( أم 25: 23 ).
عزيزي .. في كل مرة تفتح فمك لتقول شيئًا، عليك أن تختار ماذا تقول: فإما كلامًا يمجد الله أو كلامًا يُسبب حزنًا له ولإخوتك، لذلك لا تسمح أن تخرج كلمة ردية من فمك، بل كل ما هو لبنيان غيرك ( أف 4: 29 ، 30).