الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 يوليو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ختم الروح القدس
الذي فيه (في المسيح) أيضًا أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضًا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس ( أف 1: 13 ، 14)
تُسمى سُكنى الروح القدس في المؤمن ”ختمًا“. ولقد ورد تعبير الختم في الكتاب المقدس (بالنسبة للمؤمنين) ثلاث مرات، كلها في رسائل الرسول بولس ( 2كو 1: 21 ، 22؛ أف1: 13؛ 14، 4: 30). ومن هذه الآيات نفهم أن الله يختم المؤمنين بالمسيح فور إيمانهم، وأنه يختمهم بالروح القدس. فالروح القدس هو نفسه ختم الله للمؤمنين. ولا يوجد في الوحي أي تحريض للمؤمنين أن يُختموا أو أن يقبلوا ختم الروح القدس، بل بكل بساطة يذكر الوحي: «سمعتم .. آمنتم، خُتمتم» ( أف 1: 13 ، 14).

وختم الروح القدس يفيد ضمان المؤمن، فلقد كان يوضع الختم قديمًا، وهو عين ما يحدث حتى الآن، لضمان حفظ محتويات ما بداخل الشيء المختوم. فهكذا مثلاً تفعل مصلحة البريد مع الطرود المؤمَّن عليها، وهكذا تفعل الجهات الأمنية مع الأماكن المُراد التحفُّظ على ما بداخلها. وفي الكتاب المقدس ختم داريوس الملك بخاتمه، الجُب الذي أُلقي فيه دانيال، لئلا يتغير القصد من جهة دانيال ( دا 6: 17 ). كما ختم بيلاطس القبر الذي دُفن فيه المسيح، ليضمن عدم العَبَث بمحتويات القبر ( مت 27: 62 - 66).

هذا يعطينا فكرة عما حدث معنا عندما ختمنا الله بروحه القدوس. لقد ختمنا، وبالتالي لا يمكن أن يتغير القصد من جهتنا. مع هذا الفارق الهام، أنه في الحادثتين السابقتين (جُب الأسود بالنسبة لدانيال، وقبر ربنا يسوع المسيح) تغيَّر القصد فعلاً، رغم الختم، لأن سلطة أعلى من السُلطة البابلية تدخلت لصالح دانيال، وأعلى من السُلطة الرومانية نزعت الختم من على قبر المسيح. فالختم إذًا ضمان للسلامة، إلا إذا جاءت سلطة أعلى وغيَّرت الأمر. وواضح أنه لا توجد سُلطة أعلى من سُلطة الله.

وفي حادثة صلب المسيح، إن كان رؤساء الكهنة الأشرار قد وضعوا ختم الإمبراطورية الرومانية فوق حجر قبر المسيح، كما وضعوا الحرّاس أمام الحجر، ليكون هذا وذاك ضمانًا لحفظ جسد المسيح داخل القبر، لكن طاش سهمهم. أما بالنسبة لنا، فنحن لنا «ختم الروح القدس»، كما لنا حراسة وحفظ كل من الآب والابن ( يو 10: 28 ، 29؛ 17: 11، 12، 19). ويا له ضمانًا من الله المُثلث الأقانيم، يملأ قلب المؤمن بالطمأنينة والثقة!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net