الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 يوليو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإسخريوطي وأخيتوفل
كل مُبغضيَّ يتناجون معًا عليَّ. عليّ تفكروا بأذيتي .. أيضًا رجل سلامتي، الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع عليَّ عقبه! ( مز 41: 7 - 9)
قبل أن يتحدث المزمور الحادي والأربعون عن خيانة أخيتوفل لداود، فإنه يحدثنا عن مؤامرة أبشالوم الشرير (ع5- 8). لقد كان داود مريضًا، وكان أعداؤه يتقاولون عليه بالشر، ولم يكن داود شخصًا ساذجًا، إذ يُقال عنه إنه ”كملاك الله“، ورغم تظاهراتهم اللئيمة، فقد كان داود يدرك تمامًا ما يُحاك ضده من مؤامرات، مما كان يزيد جرحه. فعندما كان أبشالوم يدخل ليزور أباه، كان يتظاهر بأنه مهتم بسلامة أبيه، وهو في الواقع يتمنى موته «وإن دخل ليراني يتكلم بالكَذب» (ع6). ثم يجمع أكاذيب ضد أبيه، ويخرج ليشيع تلك الأكاذيب في الخارج، التي مُجملها: «يقولون: أمرٌ رديء قد انسكب عليه. حيث اضطجع لا يعود يقوم» (ع8).

وفي الآية 9 نجد وصف لخيانة أخيتوفل البشعة «أيضًا رجل سلامتي، الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع عليَّ عقبه!»، وفي قصة المسيح تمثل خيانة الخائن يهوذا الإسخريوطي.

ماذا نقول لك يا أخيتوفل عن خيانتك النكراء لمن ائتمنك لتكون صاحب سره؟! أما أنت يا يهوذا، فبأي لسان نَصِف جريمتك البشعة وخيانتك لسيدك وربك؟! ولقد زاد يهوذا على أخيتوفل، الرياء فوق الخيانة. فلقد ظهر أخيتوفل بوجهه القبيح، أما يهوذا فأضاف إلى خطية الغَدر، خطية الرياء!

أيها الأشرار، إن كنتم قد قررتم أن تكونوا أشرارًا، فكونوا كما اخترتم لأنفسكم، لكن في أثناء ذلك لا تدَّعوا أنكم قديسون!

أيها الرجال والنساء الذين خُنتم وغدرتم بأصحابكم، تبًا لكم! إن يهوذا هو قائدكم ومقدامكم، والمسيح هو قاضيكم وديانكم.

ويهوذا يُعتبر تحذيرًا لكثيرين! فهو لم يكن يتوقع موت المسيح فعلاً، تمامًا كما لم يكن هيرودس يتمنى موت يوحنا المعمدان. ومن هذا نتعلم أن الخطية كثيرًا ما قادت أصحابها إلى حيث لا يريدون، ودون أن يقدروا هم أنفسهم على تغيير الوضع. والمشكلة في حياة هذين الاثنين ـ يهوذا وهيرودس ـ كانت وجود صنم في الحياة: صنم محبة المال في حياة يهوذا، وصنم الشهوات (هيروديا) في حياة هيرودس. فلنحذر إذًا من أي صنم! ولنهرب منه هروبنا من الأفعى القاتلة، فهو سيقتلنا حتمًا، طالما احتفظنا به «أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام» ( 1يو 5: 21 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net