الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اخرجن للقائِهِ
هوذا العريسُ مُقبل، فاخرجن للقائه! ( مت 25: 6 )
يجب أن تصبو قلوبنا إلى ذاك الذي وإن لم نَره نُحبه. يجب أن نشتاق إلى رؤيا مُحياه، فذلك أفضل من الوجود في المجد، وأفضل من نوال إكليل الحياة وقيثارة الذهب، وأسمى من لبس حُلة العُرس الفاخرة، وأعظم من الوجود حيث لا حزن ولا موت ولا فراق، نعم، إن رؤية الرب كما هو، والوجود إلى الأبد معه ومثله وبالقُرب منه، لأَسمى من كل هذه الأمور. ومتى انشغلنا به كالغرض المُشبع لقلوبنا والرجاء الوحيد لنفوسنا، حينئذٍ يهون علينا أن نتخلى عن كل غرض آخر، ونسحب أنفسنا من كل مجتمع عالمي، لكي نخرج للقاء العريس.

وهذا الشوق موجود في كل مَن وُلد من الله، ومع أن درجته تختلف تبعًا للمشغوليات العالمية، والسلوك بحسب الجسد، والتعليم الخطأ، إلا أنه موجود في جميع المؤمنين «نحبه لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ). وكيف نشبع قبل أن نرى وجهه؟ كيف تستريح قلوبنا تمامًا قبل أن ترى حبيبها وغرضها؟ إن في ملقاه نوال الأماني، وبهجة النفس، وإرواء غلة الشوق، وإشباع شهوة القلب. فيه نعرف قوة وصدق قول الرب: «مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 6: 35 ). نعم، يا له من يوم سعيد فيه نُخطف في السُحب لمُلاقاة الرب في الهواء!

والذين خرجوا لمُلاقاة العريس يجب أن يتميزوا بثبات الغرض. إن الإنسان إذا خرج لمُلاقاة صديق له، فإنه يتابع سيره بكل ثبات حتى يلاقيه، فيبقى كل الطريق متطلعًا إلى صديقه، لا تثني عزمه صعوبة، بل يجتاز الوهاد والنجاد، ويعبر السهول والوعور، وأمامه غرض ثابت لا يصده شيء عن الوصول إليه. وهذا هو الحال معنا، فعندما يكون الرب أمامنا كالغرض الأسمى الذي دونه كل شيء، حينئذٍ نجِّد في السير في سبيلنا السماوي، مجتهدين أن نُرضيه ونُكرمه، ونتألم من أجله، ونخرج للقائه.

وفي سيرنا في هذا الطريق قد تُصوَّب نحونا سهام الاحتقار. وتوجّه إلينا كلمات الازدراء. قد نُحرم من بعض الأصدقاء، ونخسر التمتع بالملذات العالمية. ولكن متى كان في قلوبنا غرض ثابت هو الرب، فحينئذٍ لا نعبأ بكل هذه الأمور، بل نطرح كل ثقل، ونذلل كل عقبة تقف في طريق خروجنا لمُلاقاته.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net