الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 19 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عون في حينه
وقال له (يوناثان): لا تخف لأن يد شاول أبي لا تجدك، وأنت تملك على إسرائيل ... وشاول أبي أيضًا يعلم ذلك ( 1صم 23: 17 )
في التوقيت المناسب، وفي المكان المناسب، استخدم الرب الرجل المناسب ليشجع عبده داود، الخائر والخائف، والمُطارد من شاول «فرأى داود أن شاول قد خرج يطلب نفسه. وكان داود في برية زيف في الغاب. فقام يوناثان بن شاول وذهب إلى داود إلى الغاب وشدد يده بالله». وذكَّر يوناثان داود بعدة أمور عظيمة عن الله وعن أمانته من جهة مواعيده، قائلاً:

(1) «لا تخف» .. لقد كان داود يعاني من ضعف الإيمان الذي سبَّب له الخوف ( مت 8: 26 ) «لأن الخوف له عذاب» ( 1يو 4: 18 ). ولكن ها هو يوناثان يطمئن قلب داود، الضعيف الخائف، قائلاً له: «لا تخف» وما أكثر المرات التي يقول لنا فيها الرب نفسه «لا تخافوا» كجماعة, و«لا تخف» كأفراد. ويا لها من كلمة تبدد الخوف، وتأتي بالطمأنينة والسلام.

(2) «لأن يد شاول أبي لا تجدك» أكدّ يوناثان لداود أن اختبارات الإنقاذ والحفظ ستستمر في الحاضر والمستقبل أيضًا، لأن «الذي نجانا من موت مثل هذا (في الماضي)، هو يُنجي (في الحاضر)، الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضًا فيما بعد» ( 2كو 1: 10 ).

(3) «وأنت تملك على إسرائيل». كان يوناثان يريد من داود أن يكون في يقين من جهة المُلك في المستقبل، فالرب هو صاحب السلطان، ولا يوجد إطلاقًا مَن يمنعه من إتمام كلامه ومواعيده لداود. ويجب أن يتيقن كل مؤمن «أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا» ( رو 4: 21 ).

(4) «وشاول أبي أيضًا يعلم ذلك» .. أخبره يوناثان أن شاول نفسه يعلم أنه لن يفلح في الوصول إلى داود ليؤذيه أو يُهلكه، وأن كل محاولاته من جهة داود ستبوء بالفشل. كان شاول يعلم، علم اليقين، أن داود هو الملك المُعيَّن من قِبَل الرب ليملك على شعب الرب، لكن داود في ضعف إيمانه لم يكن متأكدًا من ذلك، فقال مرة في قلبه: «إني سأهلك يومًا بيد شاول» ( 1صم 27: 1 )، لكن الذي هلك هو شاول وليس داود، وتمم الرب كل مواعيده لداود.

أيها الأحباء: هل نشدد أيادي بعضنا البعض بالله، هل نوجِّه النفوس الخائرة، وما أكثرهم، إلى معرفة أوثق بمَنْ هو الله، ومعرفة أكبر بمواعيده الصادقة التي تسندنا طول الطريق. ليتنا جميعًا نفعل ذلك!

إيليا عيسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net