الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 مايو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيليا وتدريبه السري
وقال إيليا .. حيٌ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه، إنه لا يكون طلٌ ولا مطرٌ في هذه السنين إلا عند قولي ( 1مل 17: 1 )
لقد ظهر إيليا فجأةً فيما يُشبه الزوبعة، ثم اختفى عن المشهد فجأة أيضًا بإصعاده إلى السماء في العاصفة، وحياته كانت حياة العُزلة، وسُمِّيَ بحق النبي الناري. فكان ناريًا في أقواله، وتحدَّى أنبياء البعل بمقولته الشهيرة: «الإله الذي يُجيب بنارٍ فهو الله»، كما أنزل النار على الذبيحة فوق جبل الكرمل، وقضى بنار السماء على مجموعتين من خمسين جندي ورئيسهم، أرسلهم ملك إسرائيل الشرير ليقبضوا عليه، ثم أخيرًا صعد في مركبات النار إلى السماء!

ويقدم لنا الروح القدس إيليا، نظير كل الخدام الأمناء، في عيشة التدريب السري قبل أن يظهر في ميدان الخدمة العَلَنية. فقد عاش السنوات الأولى من حياته مستورًا عن الأعين يتعلم ويتدرب في مدرسة الله. وكل الذين تعمَّقوا في معنى وقيمة التدريب السري مع الله، هم الأكثر تأثيرًا وأشد ثباتًا في الخدمة والشهادة العَلنية. وإنه لمُحق ذلك الرجل الذي يرتجف إذا وصل إلى مركز في الخدمة يفوق مقياس تدريب نفسه السري أمام الله، إذ هو لا بد أن يفشل سريعًا. لأنه إذا كان البناء العلوي يزيد عن قوة احتمال الأساس، فلا بد أن يتزعزع ويسقط. والشجرة التي ترتفع بأغصانها في الهواء إلى درجة تزيد عن نسبة عُمق جذورها، لا تستطيع أن تحفظ توازنها أمام قوة العواصف. هكذا الشخص الذي يدخل في ميدان الخدمة العامة، يجب أن ينفرد مع الله أولاً، فتتدرب نفسه إذ يجتاز المياه العميقة باختباراته الشخصية. وإلا فإنه يكون إنسانًا نظريًا فقط، وليس خادمًا حقيقيًا للرب.

إن الرب يهمه الخادم قبل الخدمة. والإعداد والتدريب يحتاجان إلى وقت، وهذا سيُصقل شخصية الخادم ويضبط أفكاره وعواطفه وانفعالاته وإرادته وقراراته. وإذ ذاك يستطيع الله، بعد أن يفرِّغه من ذاته، أن يستخدمه الاستخدام الناجح. وهناك فارق كبير بين أن نخدم بحماس وطاقة نفسية أو جسدية ونعتمد على قدراتنا الطبيعية، حتى لو كانت الدوافع مقدسة، وبين أن نخدم بطاقة روحية معتمدين على قوة الروح القدس، مُدركين أننا أوانِ خزفية. وما أخطر أن ندفع شخصًا للخدمة قبل الأوان وقبل الإعداد الإلهي الكافي له، لأن هذا سيُنتج شخصًا مشوهًا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net