الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 23 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان
وأما الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى. فإنه في هذا شُهد للقدماء ( عب 11: 1 ، 2)
هذا الأصحاح نرى فيه «آثار الغنم» بصمات إيمانهم المطبوعة بأحرف من ذهب، وهو ليس سجلاً لسيرة أولئك الأفاضل، بل هو سجِل لنوعيات مظاهر إيمانهم، لأن إلهنا أراد تكريم الإيمان فيهم، دون التعرُّض للنواقص في حياتهم.

ويبدأ أصحاحنا بتعريفنا بنتائج الإيمان، ذلك أن الرسول لا يقدم لنا تعريفًا للإيمان، بل تعرُّفًا على مظاهره. أما ما هو الإيمان كتابيًا، فهو: تصديق الله. ولنأخذ مثلاً واقعيًا هو إبراهيم. ففي تكوين 15 نرى أولى مراحل إيمانه حين أعلن له الرب أن نسله سيكون كثيرًا كنجوم السماء، فقال الروح القدس «فآمن إبراهيم بالله»، ومعنى «آمن» هنا أنه صدق كلام الله. وفي آخر الأصحاح (رو4) نقرأ «ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوَّى بالإيمان مُعطيًا مجدًا لله، وتيقّن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا» ( رو 4: 3 ، 20، 21). ومعنى «آمن» هنا أنه صدَّق ما يفعله الله. هذا هو تعريف الإيمان.

أما ما يقصده الكاتب هنا، فهو وصف لقوة الإيمان ومَدَاه. فالإيمان يجعل الأمور التي ”نرجوها“ حقائق حاضرة، ويعطي الإيقان للنفس بقوة الحق الإلهي وإن كان يتكلم عن أمور لا تُرى. فنحن نقرأ مثلاً عن «الخيرات العتيدة»، لكن الإيمان يجعلها حقائق حية للمؤمنين الآن. أما الإيقان بأمور لا تُرى، فنجد تطبيقه في مواعيد الرجاء، بحيث أن ما نرجوه، فإن الإيمان يستحضره أمامنا حاليًا.

هناك أمور تُرجى ”في المستقبل“ في الأبدية. وهناك أمور لا تُرى ”في الماضي“ والحاضر. فمجيء الرب الثاني وقيامتنا وأمجادنا، أمور مستقبلة مرجوّة. بينما الله كالخالق والحامل لكل شيء، وجميع التعاليم الروحية والحقائق السماوية هي من الأمور التي لا تُرى، ولا يستطيع أن يتحققها ويوقن بها إلا الإيمان وحده.

«فإنه في هذا شُهد للقدماء» (ع2) أو في ترجمة أخرى ”فإنه في هذا حصل القدماء على تقدير إلهي“. فقد وُضع القدماء تحت الامتحان طوال حياتهم فحصلوا على تقدير الله واستحسانه، كأننا نسمع كلمات السيد للعبد الأمين: «كنت أمينًا في القليل ... ادخل إلى فرح سيدك». إن الشهادة لم تكن لأعمالهم، بل لإيمانهم، ذلك الإيمان الذي يمجِّد الله، ويطهر القلب، ويغلب العالم.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net