الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كبش مُمسك بقرنيه
فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبشٌ وراءه مُمسكًا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده مُحرقه عوضًا عن ابنه ( تك 22: 13 )
بعدما تكلم الرب مع إبراهيم لكي لا يمد يده إلى الغلام «رفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبشٌ وراءه مُمسكًا في الغابة بقرنيه». لاحظ كلمة «وراءه»، فالكبش موجود وراء إبراهيم! أ ليس في هذا إشارة إلى قوله: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن»؟ أ ليس هذا أيضًا ما ذكره المعمدان بالقول: «كان قبلي»؟ نعم، هو قبلنا، وقبل دخول الخطية التي جاء كمَنْفَذ لنا منها، بل هو الأزلي.

ولاحظ أيضًا كلمة «مُمسكًا بقرنيه في الغابة» ألا تعني أنه: ”مُعَّد وجاهز للتقديم“؟ إنه لم يُعَد حديثًا بعد أن احتاجه إبراهيم، كلا، إنه مُجهز قبل أن ينظر إليه إبراهيم! ولم يكن على إبراهيم سوى أن يرفع عينيه لينظر المَنْفَذ الذي أعده إله النجاة. لذلك ذهب بكل بساطة وأخذه وأصعده!!

لذلك أقول لكل مؤمن: في وقت التجربة لا تنتظر المَنْفَذ، فقط ارفع عينيك وانظر، ستجد المَنْفَذ. وأقول لكل شخص لم يختبر روعة الخلاص المجاني المُقدَّم من إله النجاة: لا تضيِّع وقتك في إيجاد أو إعداد مَنْفَذ، فليس بأحد غيره الخلاص، وكل ما عليك هو أن ترفع عينيك إليه وهو مصلوب لأجلك لترى فيه المَهَرب الوحيد من الهلاك الأبدي. ليس عليك أن تَعِّد، فإله النجاة قد سبق وأعد كل شيء. إنه يقول: «هوذا غذائي أعددته، ثيراني ومُسمنَّاتي قد ذُبحت، وكل شيء مُعد. تعالوا إلى العُرس!» ( مت 22: 4 ).

إذًا فهذه العبارة «الله يرى له الخروف للمُحرقة» تكشف عن روعة الله كإله النجاة، فقد أعدَّ المَنْفَذ قبل الأوان، لا ليخلص عائلة كما حدث مع يوسف، ولا ليخلص شعبًا كما حدث مع أستير، لكن ليخلِّص الخليقة كلها من مأساة هي أعظم مأساة حلَّت بالبشرية، ألا وهي مأساة الخطية! كما أنه أعدَّ هذا المَنْفَذ قبل دخول الخطية، وقبل خلق الإنسان، بل وقبل تأسيس العالم «عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى، بفضةٍ أو ذهب .... بل بدمٍ كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم» ( 1بط 1: 18 ، 19). فالمسيح معروف، أي مُعيَّن لهذه المهمة، مهمة الفداء، من قبل تأسيس العالم! ويا لروعة هذا الفكرّ! فالله لم يُفاجأ بدخول الخطية، بل عندما دخلت الخطية، كان قد سبق واستقرت عيناه على خروف للمحرقة! استقرت عيناه على ابن محبته!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net