الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ومن فم الرب لم يسألوا !
فأخذ الرجال من زَادهم، ومن فم الرب لم يسألوا. فعمل يشوع لهم صُلحًا وقطع لهم عهدًا لاستحيائهم، وحَلَف لهم رؤساء الجماعة ( يش 9: 14 ، 15)
«ومن فم الرب لم يسألوا!» .. يا لها من كلمات تُنذر بالسوء، بل تُنذر بالمصائب. وهذا ما حصل فعلاً. إلى الآن كان الرب هو المحرك الأصلي لهم، أما الآن فلأول مرة يصبح المحرك الأصلي يشوع والشعب. في كل الأصحاحات السابقة نقرأ هذه الكلمات «وقال الرب ليشوع»، أما هنا فلا نعثر على هذه العبارة، لأن إسرائيل عملوا من تلقاء ذواتهم عن طريق رؤسائهم المنتخبين، ولذلك فإنهم سقطوا في الفخ بسهولة. لو أنهم سألوا الرب لاكتُشفت المؤامرة، وما انطَلَت عليهم خدعة الجبعونيين.

فلنتعلم هذا الدرس الجوهري. إن الحياة مليئة بالأشياء الغامضة المُحيِّرة، وكثيرًا ما يتعذر علينا أن نتبيَّن الحق، فالعذارى الجاهلات يُشبهن الحكيمات في مظهرهن، والزوان يُشبه الحنطة، والأجير يقلد تمامًا صوت الراعي، والشيطان يظهر تمامًا في شبه ملاك نور. إننا في أشد الاحتياج لا إلى المعرفة فقط، بل إلى الفهم لكي نميِّز الأمور المتخالفة ( في 1: 9 ، 10). وتلك القوة تُنال بطبيعة الحال بالتعود على طلب المشورة من فم الرب.

لا تثق في حُكمك الشخصي. حينما تكون واثقًا كل الثقة من أنك على حق في عمل معيَّن، فيحسن أن تزداد تأكدًا برفع قلبك إلى الله لتتبين رضاءه من عدم رضائه. وحينما تدفعك البواعث الداخلية أو الخارجية للتعجيل في إصدار الحكم بالاستناد إلى استنتاجاتك الشخصية، فاحرص بأن ترفع القضية من المحكمة الابتدائية ـ حكمك الشخصي ـ إلى المحكمة العُليا. وإن وجدت بعد ذلك بعض الشكوك أو التردد فاعلم أن الوقت لم يَحن بعد لكي تدرك كل إرادة الله. في مثل هذه الظروف انتظر، واضعًا كل مسئولية الانتظار وما ينجم عنها على الله. والبَث في الانتظار. وكما أن السائح فوق الجبال إذا داهمه الضباب يُفضل أن يقف منتظرًا أو يضطجع حيث داهمه الضباب، على أن يهيم على وجهه لئلا يصل إلى هاوية سحيقة، كذلك انتظر أنت أيضًا. إن كنت قد وضعت في الله ثقة مُطلقة، فعليه هو أن يرشدك إرشادًا واضحًا لِما يجب أن تفعله. وحينما يحين وقت العمل، فإنه يعطيك علامات واضحة لا تقبل الشك عن إرادته، بدرجة أنك لا تستطيع بأن تُخطئها «كل مُنتظريك لا يَخزوا» ( مز 25: 3 ).

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net