الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع أم باراباس ؟!
ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس: مَنْ تريدون أن أُطلق لكم؟ باراباس أم يسوع الذي يُدعى المسيح؟ .. فقالوا باراباس! ( مت 27: 17 ، 21)
لم يحدث في كل التاريخ أن طُرح استفتاء مباشر مثل هذا، بل ولن يحدث مثله أبدًا. لقد كان طرح هذا الاستفتاء العَلَني المباشر، نقطة تحول في تاريخ الجنس البشري. أما ذلك الشعب فماذا يقرر؟ وما هي نتيجة هذا الاستفتاء الهام الذي طُرح عليهم؟ باراباس أم يسوع؟

وهل هناك ـ وهنا أتكلم بحسب الإنسان ـ أي شك في نتيجة الاستفتاء؟ أَ فما كان من البديهي أن يختار جمهور الشعب ذلك الناصري المرفوض؟ إنه من بداية خدمته، وفي كل طريق هذه الخدمة، كانت الجموع تتبعه. نعم، جموع من الشعب كانت تتقاطر من حوله، أتت من جميع الكور ( مت 4: 25 لو 12: 1 مر 1: 37 ). كانوا يزحمونه حتى داس بعضهم بعضًا ( مر 1: 45 )، وكانوا يجيئون ويذهبون حتى لم تكن له أو لتلاميذه فرصة للأكل. كان الجميع يطلبونه ( مت 9: 36 ) «وكانوا يأتون إليه من كل ناحية» ( مر 12: 37 ). كم كان مرغوبًا عندهم، وكم بالحب والعطف سدد أعوازهم؟ وكم مرة نقرأ عنه «تحنن على (الجموع)، إذ كانوا منزعجين ومُنطرحين كغنمٍ لا راعي لها» ( لو 4: 22 )؟ .. لقد علَّمهم وأطعمهم وشفى مرضاهم وكل ضعف فيهم. أ فما كان لشيء من كل هذا صدى في قلوبهم؟ أما كانوا يسمعونه بسرور؟ (مر12: 37). أما كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه (لو4: 22)؟

ويا لهذا الجمع الحاشد الذي اجتاز في أريحا وفي أورشليم ومن الذاهبين للعيد (مر10؛ لو19) «والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين: أوصنا لابن داود! مبارك الآتي باسم الرب! أوصنا في الأعالي!» ( مت 21: 9 ). ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها وأتت إليه. وفي مثل هذه الظروف نعرف لماذا كان رؤساء الكهنة يخافون الشعب ( مر 12: 12 ). وقال الفريسيون بعضهم لبعض: «انظروا! إنكم لا تنفعون شيئًا! هوذا العالم قد ذهب وراءه!» ( يو 12: 19 ).

وعندما ألقى بيلاطس سؤاله إلى الجمع، كانت هناك لحظة توتر وترقب ... ولكن يا للشر! يا للغباء! يا للقساوة! يا لنكران الجميل! فالجميع بصوتٍ واحد رفضوا يسوع ـ مسياهم ابن الله وقالوا: «خُذ هذا! واطلق لنا باراباس!» ( لو 23: 18 ).

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net