الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخادم ومدرسة الآلام التهذيبية (3)
ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيرًا فيُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ( عب 12: 11 )
إن كل خادم نافع ومُثمر، لا بد له أن يتدرب في ثلاث مدارس حددتها مشيئته الإلهية: مدرسة الكلمة الإلهية، ومدرسة الخبرة العملية، ومدرسة الآلام التهذيبية. وقد تحدثنا سابقًا عن المدرستين الأوليتين، والآن نتحدث عن المدرسة الثالثة: مدرسة الآلام التهذيبية.

كلنا ننفر من الألم ونحاول أن نبتعد عنه ونتجنبه قدر المُستطاع، إلا أن حكمة الله تلزمنا به «إن كان يجب تُحزنون يسيرًا بتجارب متنوعة» ( 1بط 1: 6 )، والإله الحكيم يعلم تمامًا لزوم الألم لنا، فهو أعظم أداة لتشكيل الإناء، وأفضل وسيلة لصقل الشخصية. والتجارب في حياة المؤمنين متنوعة، ولكن من ورائها كلها تُجنى فوائد متعددة.

أولاً: بواسطة الآلام يُنقي الرب حياة الخادم من كل ما يعيق الإتيان بالثمر الكثير «وكل ما يأتي بثمر يُنقيه ليأتي بثمر أكثر» ( يو 15: 2 ). وهو ما نراه في حياة الشاب الناجح يوسف، فكلما اجتاز في آلام، ظهرت فيه صفات رائعة كالحكمة والاحتمال والتعفف والغفران.

ثانيًا: يستخدم الرب الألم ليكسر به إرادة الخادم الذاتية، ويقوده للخضوع التام له. هكذا نرى في الرسول بولس الذي تعلم من خلال الآلام أن يُخضع إرادته بالتمام للرب، وأن يكون كالأسير الذي ليست له حرية للتصرف في أي شيء ( أف 4: 1 ).

ثالثًا: عن طريق الآلام يؤهل الرب خدامه للرثاء للآخرين وتشجيعهم وتقديم العون لهم، بل ويحولهم إلى قنوات من خلالها تنساب التعزيات الإلهية للمتألمين ( 2كو 1: 3 ، 4).

رابعًا: بواسطة الآلام يتعلم الخادم أن القوة لله لا منا. فالرب يُخليه تمامًا من كل اعتماد على النفس، ويُبقيه ضعيفًا متعلقًا به باستمرار. وهذا كان اختبار الرسول بولس «ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منا» ( 2كو 4: 7 ).

خامسًا: يسمح الرب لخادمه بالآلام ليُمتعه بجُرعات النعمة الغنية المُعضدة: «من جهة هذا (الشوكة) تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يُفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي» ( 2كو 12: 8 ، 9).

أخي الخادم المتألم: لا تستغرب الألم الذي تجتازه، فإن أفكار الرب من جهتك أفكار سلام لا شر، وهو يبغي لك البركة الحقيقية.

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net