الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحكيم رابح النفوس
ثمر الصديق شجرة حياة، ورابح النفوس حكيم ( أم 11: 30 )
القراءة الدقيقة لعبارة «رابح النفوس حكيم» هي كما يلي «الحكيم رابح النفوس». وفي اللغة العبرية كلمة «رابح» هي ”لوكح“ وتعني ”المستلم“ أو ”الماسك“ أو ”الذي يشتري شيئًا من شخص ما ويدفع ثمنه بالمقابل“، وربما للحصول على ذلك الشيء يلزمه أيضًا أن يحارب. لذلك فالحكيم رابح النفوس، ليس هو شخص صاحب معرفة عقلية فقط، أو الذي يمتلك الموهبة لتقديم الحقائق الروحية بأساليب الحكمة البشرية المُقنعة، الحكيم ليس أسلوبه مجرد تقديم كلمات أو إلقاء عظات، بل هو شخص يتميز بمحبة للنفوس، يطوِّع نفسه منسجمًا معها، ينزل لمستواها. إنه على استعداد للتضحية ليصل إلى تلك النفوس المسكينة المُقيَّدة في سجن الخطايا والتي أعناقها ممدودة للموت. إنه حكيم في معرفة أحوال وظروف الناس، يعرف خلفياتهم الاجتماعية، والدينية، وأوضاعهم المادية، يدنو منهم، يُجالسهم، يقاسمهم ويشاركهم أحزانهم ومصائبهم، مقدمًا ما يسعف حياتهم. إن احتاج الموقف لذرف الدموع، فهو كحكيم لربح نفوسهم يذرف الدموع معهم. إن الحكيم هو المؤمن الذي يُظهر ثمر حياة أولاً ينعش النفوس بحلاوة التودد إليها، وبحكمته يربح النفوس.

والحكيم الذي يربح النفوس هو شخص قد منطَق نفسه استعدادًا للتضحية حتى الموت لإنقاذ النفوس الهالكة، هو الشخص الذي يعرف كيف يصغر إلى ذات حجم الخاطئ لكي يخلّصه، كما تمدد أليشع فوق ابن الشونمية المائت لكي ما يُعيد له الحياة ( 1مل 4: 34 )

والرب يسوع المسيح هو رابح النفوس الحكيم الحقيقي. لقد كان مُثمرًا في عَطائه وخيره، مُنعشًا للنفوس العطشى للحياة. ولكي يردها للآب، كان عليه أن يُقيَّد في الصليب. ورغم أنه كان حرًا أن يرجع إلى الآب دون الوصول إلي محطة الصليب، إلا أنه قال: «أحب سيدي وامرأتي وأولادي لا أخرج حُرًا» ( خر 21: 5 ). وبملء حريته استعبد نفسه قابلاً قيود الصليب، وهناك على الصليب وصل إلى أوج سروره عندما وضع لنا أساس تحريرنا وربحنا وخلاصنا من الهلاك الأبدي، إذ من أجلنا باع كل شيء، وأنفق كل شيء لكي ما يشترينا لؤلؤة ثمينة غالية في عينيه.

ميشيل نويصري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net