الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طريق الله لخلاص الخطاة
وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كلُّ مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 14 ، 15)
من قصة سفر العدد 21 نفهم أن بني إسرائيل عندما لدغتهم الحيَّات، طلبوا من موسى أن يصلي إلى الله لكي يرفع الحيَّات عنهم. ولكن الرب بدل أن يرفع الحيَّات فورًا، فإنه سُرَّ أن يتخذ من هذه الفرصة مجالاً ليعطي صورة لعمل المسيح فوق الصليب في علاجنا من سُم الشيطان.

وقد يسأل واحد: لماذا لم يأمر الرب موسى أن يُسمِّر حية فعلية، ويضعها على الراية، بدلاً من صُنع حية نحاسية؟ والإجابة أن هذا كان سيفسد الرمز. فالدينونة إذا وقعت على الشيطان، أو حتى على الخطاة الأشرار، وهو ما سيحدث فعلاً في المستقبل، لا يكون فيها تكفير ولا غفران، وأما الدينونة التي لها تأثير تكفيري، فهي تلك التي وقعت على ابن الإنسان، بديلنا القدوس. في الرمز نجد شكل الحية، لا حية حرفية. وفي الحقيقة المرموز إليها نقرأ: «الله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية» ( رو 8: 3 ). لقد صار المسيح نفس الشيء الذي سبَّب لنا الموت، أعني به الخطية «لأنه (أي الله) جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ).

والحية فيها تجسيم للخطية والسقوط. فمن البداية، وعن طريق الحية، دخلت الخطية إلى العالم (تك3)، فلا عجب أن يُشار إلى المسيح في موته لأجلنا بالحية النحاسية.

ثم إن الحية رمز وصورة للعنة، والصليب هو أيضًا رمز للعنة. يقول الرسول: «المسيح ... صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل مَنْ عُلِّق على خشبة» ( غل 3: 13 ). فلا غرابة أن يُرمز للمسيح المصلوب، المُعلَّق على خشبة، بالحية النحاسية.

ولقد قال الرب لموسى: «اصنع لك حية مُحرقة»، ويقول الكتاب: «فصنع موسى حية» ( عد 21: 8 ، 9)، وفي هذا نرى لفتة لتكوين ناسوت المسيح القدوس، كقول المسيح لله، عند دخوله إلى العالم: «هيأت لي جسدًا» ( عب 10: 5 ). وأيضًا: «أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس» ( غل 4: 4 ).

وما كان يكفي صُنع حية من نحاس لتكون رمزًا للمسيح، بل كان يجب بالإضافة إلى ذلك أن توضع هذه الحية على راية، لتكون في متناول رؤية كل الشعب. وهكذا أيضًا رُفع المسيح فوق الصليب ومات، فهلا تنظر إليه الآن بعين الإيمان فتخلص؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net