الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إنه وقت للصلاة
فكان بطرس محروسًا في السجن، وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله ( أع 12: 5 )
لم يخلقنا الله لكي نكون مستقلين عنه. إن الإنسان كمخلوق، مهما كانت مواهبه كثيرة وقوية، هو بين المخلوقات أشدها عجزًا وأكثرها حاجة، والصلاة هي التعبير عن هذه الحاجة.

هناك تشبيه يُعبِّر عن هذا المعنى، وهو أنه توجد على قمم جبال ”تاونس“ عدة أجراس عظيمة لا تدق باليد على الإطلاق. هذه الأجراس تظل ساكتة صامتة، وتنعكس عليها أشعة الشمس طالما الشمس ساطعة. أما عند هبوب العاصفة، فإن الريح تحرك الأجراس بقوة وتدفعها يمنة ويُسرة، وتحمل الريح رنينها إلى بطن الوادي من تحت، فيدبر الناس أمورهم ويتجهزون لكل احتمال. والله قد علَّق في كل قلب جرس الصلاة؛ هذا الجرس يشتد رنينه إذا هبَّت عاصفة، فظروف الاحتياج وأوقات الضيق هي التي تعلمنا الصلاة أكثر. إن الشعور بالحاجة هو سر حياة الصلاة.

لكن هناك ما هو أعظم من مجرد الصراخ وسكب النفس من جرّاء هذه الحاجة. هناك أمام مَنْ يصلي مبدأ آخر، وهو أنه يصرخ موجهًا صلاته إلى مَنْ عنده الجواب على ما يطلب. وما أكثر ما عند إلهنا من معونات ومراحم وإحسانات، أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر. إنه يريدنا أن نسأل ويُسرّ بالعطاء. يُدخلنا في العُسر لأن عنده اليُسر، ويلذ له أن نتكلم معه. وفي حكمته الفائقة خطط ظروف حياتنا بحيث تتوافق فيها طلباتنا وابتهالاتنا مع إجاباته وإحساناته، فلنصلِ ولا نَمْلّ. لنُكثر الصلاة ولا نُقلل. لا نسكت ولا نَدَعه يسكت. ولنعلم أن رجل الصلاة هو أقوى الرجال وأحكمهم وأنفعهم. آه، لو صلى الناس، وجميعهم في أشد الحاجة إلى تداخل الله في أمورهم! لو صلى الخاطئ لنال الخلاص، ولو صلى القديس التقي، ولو صلى الأب والأم والأولاد والبنات، لنال كلُّ منهم حاجته.

من حولنا كثيرون لهم أعواز مختلفة يحتاجون إلى الصلاة من أجلهم. ونحن أنفسنا لنا في كل يوم العديد من المسائل الروحية والزمنية التي تحتاج إلى حل إلهي. هذه كل ما يجب أن نبسطها أمام الله، ليس هناك وقت لنصرفه في الإهمال والكسل. إنه وقت للصلاة.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net