الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطاعة والنقاوة
أُبارك الرب الذي نَصَحَني، وأيضًا بالليل تُنذرني كُليتاي ( مز 16: 7 )
لقد قال المسيح عن نفسه بروح النبوة: «أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أُغيث المُعيي بكلمة. يُوقظ كل صباح، يُوقظ لي أُذنًا، لأسمع كالمتعلمين» ( إش 50: 4 ). ونحن لا ننسى أن قائل هذه الكلمات هو المعلم الذي لا نظير له، الذي «ليس مثله مُعلمًا» ( أي 36: 22 )، لكن هذا المعلم العظيم يقول هنا، باعتباره الإنسان الذي أخذ صورة عبد «أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين (وليس المعلمين)». لماذا؟ يقول: «لأعرف أن أُغيث المُعيي بكلمة». وفي مزمور16: 7 يقول: «أُبارك الرب الذي نَصحني». هكذا كان الرب ـ تبارك اسمه ـ يبدأ يومه.

فماذا عن لياليه؟ يكشف لنا البشير لوقا عما كان يفعله الرب في الليل، إذ يقول لنا عن واحدة من تلك الليالي «قضى الليل كله في الصلاة» ( لو 6: 12 ). إنه لم يقضِ جزءًا من الليل، بل الليل كله في الصلاة! لقد كان برنامجه اليومي مُزدحمًا جدًا، لكنه قبل أن يبدأ برنامجه كان يجلس أولاً أمام الآب، وعندما يأتي الليل يجد أيضًا وقتًا آخر يقضيه مع الآب!!

لكن هناك جانبًا آخر نقرأ عنه هنا بالنسبة لليالي الرب، حيث يقول له المجد: «وأيضًا بالليل تُنذرني كُليتاي».

إن وظيفة الكلى أن تنقي الدم، وتزيل الشوائب عنه. لكن أَ كانت هناك شوائب من أي نوع في حياة الرب الروحية؟ حاشا! فهو القائل بروح النبوة في مزمور17: 3 «جرَّبت قلبي. تعهدته ليلاً. محَّصتني. لا تجد فيَّ ذمومًا. لا يتعدى فمي».

ويَرِد تعبير «بالليل تُنذرني كُليتاي» في ترجمة أخرى هكذا: ”بالليل تربطني أفكاري“. كم ليالِ مرَّت على سيدنا القدوس دون نوم، فهو إذ كان يعلم أن الذبائح كلها تُشير إليه، وأن الآلام في النبوات والمزامير تتحدث عنه هو، أَ كان يحلو له النوم؟ أما نحن فأين تسرح أفكارنا وتمرح طوال الليل؟! أَ ترانا نستطيع أن نقول كما قال داود: «إذا ذكرتك على فراشي، في السُهد ألهج بك» ( مز 63: 6 )، وأيضًا «استيقظت وأنا بعد معك» ( مز 139: 18 )؟ أو كما قال إشعياء «بنفسي اشتهيتك في الليل، أيضًا بروحي في داخلي إليك أبتكر» ( إش 26: 9

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net