الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليلة أرق
في تلك الليلة طار نوم الملك، فأمر بأن يُؤتى بسفر تذكار أخبار الأيام فقُرئت أمام الملك ( أس 6: 1 )
إن دسائس الشيطان وكبرياء الإنسان والتأثيرات المُعادية، ما هي إلا وسائل في يد الله يُجري بها مقاصد نعمته، ويجد القلب في هذا راحة حلوة وسط الاضطرابات المستديمة وتقلبات الإنسان المستمرة. ولا بد من رؤية عاقبة الرب «رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي» ( إش 46: 10 ). وتبارك اسمه من أجل هذا اليقين الذي يسند النفس ويعضدها، ويهدئ روع القلب في كل زمان، لأن يهوه وراء الستار، وكل صغيرة وكبيرة في الشئون البشرية تحت إدارته، حتى ولو بقى اسمه مجهولاً عند أبناء الأرض. ولكن الذين هم من الإيمان يرون أصبعه في كل أمر، ويتكلون عليه، وينتظرون العاقبة منه.

هذا ما يتجلى لنا واضحًا في سفر أستير، فكل من جمال «وَشتي» وافتخار الملك به، وأمره غير اللائق، وعصيانها بغيظ، ومشورة مُشيري الملك، كل هذه قد أعلنت مقاصد يهوه التي أوشكت أن تتم. وهكذا نرى أن الفتيات العذارى حسنات المنظر لم تجذب واحدة منهن قلب الملك إلا أستير، وهي ابنة من بيت يهودي يتيمة مجهولة، ومن بين الخدام وضباط القصر وحاشيته لم يكتشف أحد المكيدة ضد حياة الملك إلا إنسان يهودي اسمه ”مردخاي“، والملك القلق لم يجد وسيلة بها يصرف ساعات السهر المُتعبة إلا سفر تذكار أخبار الأيام! ويا لها من رياضة غريبة لملك مُتنعِّم! ولكن الله كان وراء هذا. ووجد في سجل الأخبار خبرًا عن إنسان يهودي قد استرعى نظر الملك واستوقف بصره، وهو ما عمله مردخاي، ولا بد من مكافأة أمانته، وكان في هذه المكافأة خزي وجه العماليقي المتكبر. ومن الغريب أنه في اللحظة التي يقرأ فيها الملك هذا الخبر، لم يوجد في دار الملك إلا هامان الشرير العاتي قد أتى لينفذ حكم الموت على مردخاي، وإذا عناية الله قد سخَّرت هذا الظالم الباغي لإكرام مردخاي وإجلاله. أتى قاصدًا صلب مردخاي على الخشبة، فما كان منه إلا أنه اضطر أن يُلبس مردخاي حُلة الملك، ويُركبه على فرس الملك، ويجري أمامه في شوارع المدينة، ويذيع بنفسه نُصرة مردخاي وفوزه. ويا له من مشهد يفوق الخيال، ومع كلٍ فإنه حق.

حقًا إن يد القدير في الأمر، ومَنْ ذا الذي ينكر هذا الحق الصريح إلا الكافر والمُلحد والعقلي.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net