الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله ظهر في الجسد !
وبالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد ( 1تي 3: 16 )
يمكننا أن نتتبع من كلمة الله ثلاثة أغراض هامة لهذا الحَدَث الجليل، أعني به ظهور الله في الجسد، عن طريق المولد العذراوي.

(1) حنين الإنسان للتواصل مع الله، ورغبة الله في التواصل مع الإنسان: هذا الحنين يظهر لنا في مأساة الوثنيات. فلقد استغل الشيطان هذا الحنين في قلب الإنسان الذي خلقه الله على صورته كشبهه، وانحرف به لينشر الوثنية في العالم. بل إننا نستمع إلى هذا الحنين من العديد من رجال الله في العهد القديم. فمثلاً قال أيوب الصدّيق: «هأنذا أذهب شرقًا فليس هو هناك، وغربًا فلا أشعر به. شمالاً حيث عمله فلا أنظره. يتعطَّف الجنوب فلا أراه» ( أي 23: 8 ، 9). كما تجاسر موسى النبي يومًا وقال لله: «أرني مجدك»، فقال له الرب: «لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش» ( خر 33: 18 - 20). بل حتى في العهد الجديد عبَّر عن هذه الأُمنية العزيزة واحد من تلاميذ المسيح، إذ قال له: «أَرِنا الآب وكفانا» ( يو 14: 8 ).

(2) ليشاركنا في ظروفنا ومتاعبنا: أعلن الله من القديم أنه غير منفصل عن شعبه. فقال مثلاً إنه في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلَّصهم ( إش 63: 9 ). لكن كيف يمكن للإنسان أن يفهم هذا؟ كيف يفهم الإنسان أن الله المنزّه عن الشعور بالألم، يمكنه حقًا أن يشعر بآلام البشرية؟ أ ليس هو منفصلاً عنا في بُرجه، بعيدًا بعيدًا في سماه؟ لكن هذه الحيرة انتهت، وهذا السؤال أُجيب عنه، عندما أتانا الله في المسيح، ووصل إلى نفس مركز بؤسنا. ولقد شابه المسيح إخوته في كل شيء. و«في ما هو قد تألم مُجربًا يقدر أن يعين المُجرَّبين» ( عب 2: 18 ).

(3) للقيام بعمل الفداء: على أن القصد الأهم لتجسد المسيح هو أن يقوم بعمل الفداء. فيقول الرسول: «لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذي ـ خوفًا من الموت ـ كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15). فلو لم يصبح المسيح إنسانًا، لاستحال عليه أن يموت، فالله له وحده عدم الموت، ولاستحال أيضًا أن يُمثِّل الإنسان أمام عدالة الله ليكون نائبًا عنا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net