الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس والمشي على الماء
فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف. و.. ابتدأ يغرق ( مت 14: 29 ، 30)
سقط بطرس سقوطًا كاملاً في امتحان الإيمان في هذا الظرف المعروف أمامنا. فقد حوَّل عينيه عن الرب ـ كما نفعل نحن كثيرًا بالأسف ـ وثبّتها في الأشياء المُحيطة به، والنتيجة كانت أنه في الحال ابتدأ يغرق. وهذا ما لا بد أن يكون دائمًا. فنحن لا يمكننا السير لحظة واحدة إلا إذا جعلنا الإله الحي غطاء لعيوننا. إن الشعار الرئيسي لحياة الإيمان، هو هذا: «ناظرين إلى ... يسوع» ( عب 12: 2 ). بهذا وحده نستطيع الركض «في الجهاد الموضوع أمامنا» سواء كانت الطريق وعرة أم سهلة.

لما نزل بطرس من السفينة، كان أمامه أمران لا ثالث لهما: إما النظر إلى المسيح، وإما إلى البحر الهائج. كان له بأن يقول حقًا في هذه اللحظة: «يا رب إلى مَنْ نذهب؟». نعم إلى أين يذهب! لما كان في السفينة، كانت أخشابها تفصل بينه وبين الموت، ولكن إذا جاء على الماء، لم يبقَ أمامه إلا يسوع. وهل لم يكن في الرب يسوع الكفاية؟ بلى، وكل الكفاية لو أن بطرس فقط استمر واثقًا به. هنا كل السر. فكل شيء مُستطاع لمَن يؤمن. الزوابع تتحول إلى هدوء تام، والبحار المضطربة تصبح كالزجاج، والجبال الشامخة تنبسط مستوية أمام قوة الله التي يأتي بها الإيمان. وبقدر ما تعظم الصعوبات، بقدر ما تزداد انتصارات الإيمان لمعانًا.

إن الإيمان يتعامل مع الله مباشرة وليس مع الناس أو الظروف. وإذا ما تخلينا عن الاعتماد على الله، فلا يبقى أمامنا إلا خوف من الماء المضطرب الذي يُحيط بنا من كل ناحية. قد تثبَّت سمعان بطرس من صحة ذلك عندما نزل من السفينة ليمشي على الماء. هكذا كل ابن لله وكل خادم للمسيح، سيتثبت من صحته في الدائرة والظروف التي يوجد فيها، لأن تاريخ بطرس مملوء بالدروس العملية التي نحتاج إليها كلنا. إذا أردنا أن نمشي فوق ظروف مشهد هذا العالم الذي نحن مارون فيه ... إذا أردنا أن نكون في مركز أعلى من أن تصلنا مؤثراته، فعلينا أن نكون دائمًا مُثبتين نظرنا في «رئيس الإيمان ومُكمله». فليس بالمهارة المنطقية، أو القوة العقلية نستطيع أن نغلب العالم، ولكن بمعرفتنا العميقة وإدراكنا الحي من كل نفوسنا لقيمة شخص المسيح الكُلي الكفاية ـ شخصه، عمله، كلمته ـ بهذا وحده نستطيع القيام بكل ما نريد، والخلاص من كل طارئ نقع فيه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net