الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليس لي إنسانٌ
أجابه المريض: يا سيد، ليس لي إنسانٌ يُلقيني في البِرْكَة متى تحرَّك الماء ( يو 5: 7 )
ألا يوجد خطاة كثيرون في كل مكان يمكن أن يقول كل منهم: ”ليس لي إنسان يأتي بي إلى المسيح؟“.

يوجد خطاة كثيرون ليس مَنْ يعتني بهم. قد يقول البعض إن الإنجيل مُقدَّم للجميع، وأن الجميع يمكنهم أن يأتوا إذا أرادوا. ولكن مع هذا، يجب ألاّ ينسى المؤمنون أن الخطاة يمكنهم أن ينالوا النعمة عن طريق المُخلَّصين، وأن أولئك الذين نالوا بركة غفران الخطايا، يجب أن يحملوا الأخبار السارة إلى أولئك المساكين الذين لم يزالوا بعد في خطاياهم. إن الفداء عمل الرب وحده، ولا يستطيع أن يخلِّص النفس سوى المسيح، ولكن لا ننسى أن الخدمة عمل الإنسان. إن طريق الله العادية في طلب الخطاة والإتيان بهم إلى المخلِّص، هي استخدام محبة وتحريض مَنْ خَلَصوا للذين لم يخلصوا بعد. يقول الرب ـ تبارك اسمه ـ «كما أرسلني الآب، أُرسلكم أنا» ( يو 20: 21 ). فعلينا أن نعمل للخطاة نفس ما عمله الرب يسوع لمّا كان هنا على الأرض، وما يعمله لو كان لا يزال عائشًا بينهم كما نعيش نحن الآن. علينا أن نقول لكل منهم كما قال هو سابقًا: «أَ تريد أن تبرأ؟»

وألا يوجد بيننا خطاة هالكون يمكنهم أن يقولوا، إذا أُتيحت لهم فرصة، أمام عرش الدينونة الخطير: ”إن المؤمنين الذين عاشوا معنا لم يعملوا جهد طاقتهم في الإتيان بنا إلى ينبوع الماء الحي، لا بل ولا طلبوا منا أن نأتي إليه لنطهُر؟“

إن ذلك الرجل المريض الذي كان على حافة البِرْكَة، حيث المياه التي تشفي، إنما صورة لكثيرين حولنا ـ قريبين جدًا من الماء الشافي، قلوبهم جائعة وخالية، وهم في حاجة ماسة إلى يد مؤمن تقودهم إلى المخلِّص، ومع ذلك لا يحصلون على هذه الخدمة، خدمة المحبة، ولذلك تمضي عليهم سنة بعد أخرى دون أن يخلصوا. إنه ولا شك من أقدس الواجبات علينا ألاّ نترك أحدًا حولنا يهلك، دون أن نجتهد بكل الطرق المُمكنة، في أن نأتي إلى النبع المُطهِّر، دم المسيح الكريم. كيف نبرهن على أننا قد خلصنا، إن كنا لا نجد لذة ولا نبذل مجهودًا في خلاص الخطاة الهالكين؟ لنُسرع إلى هؤلاء الخطاة ونقودهم إلى المخلِّص العظيم، فنؤدي لنفوسهم أعظم خدمة تفيدهم، كما وتشبع قلب فادينا أيضًا.

أزوالد ج. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net