الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 نوفمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاعة المسيح
.. وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ( في 2: 8 )
لقد تميَّزت طاعة ربنا يسوع المسيح بالتوافق التام مع مشيئة الآب، فكان خضوعه لتلك المشيئة واضحًا كل الوضوح، فقَبِل إرساليته من الآب وجاء إلى العالم متجسدًا لإتمام مشيئة الله من جهة فداء الإنسان «بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ، أذنيَّ فَتَحْتَ، مُحرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذ قلت: هأنذا جئت، بدرج الكتاب مكتوبٌ عني، أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت» ( مز 40: 6 - 8).

فعندما كان هنا على الأرض بالجسد كان يحيا حياة الطاعة، يحيا بكل كلمة تخرج من فم الله ( مت 4: 4 ). وكان يجد شبعه وسروره ولذته في أن يفعل ما يُرضي الآب ويعمل مشيئته كما قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» ( يو 4: 34 ). وفي الصبح باكرًا جدًا كان يخرج ويمضي إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك كالإنسان الكامل الذي كان متكلاً اتكالاً كُليًا على الله أبيه «احفظني يا الله لأني عليك توكلت» ( مز 16: 1 ).

وقبل أن يمضي إلى الصليب، ذهب إلى بستان جثسيماني وعندما ارتسمت أمامه الكأس، صلى إلى الآب قائلاً: «يا أبتاه إن شئت أن تُجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك» ( لو 22: 42 )، فنراه في هذا المشهد مُسلِّمًا المشيئة للآب. فإرادته كانت تسير في اتجاه واحد متوافقة مع إرادة الآب.

وقال عنه الرسول بولس مَسوقًا من الروح القدس إنه «... أطاع حتى الموت موت الصليب» ( في 2: 8 ) على العكس من آدم الأول الذي لعدم طاعته أصبح تحت حكم الموت، ولكن الرب يسوع المسيح أطاع حتى الموت موت الصليب، فاستطاع أن يمجد الله بطاعته له على الأرض التي أُهين الله فيها بسبب عصيان آدم.

ومما يعجب له أن ابن الله الأزلي الأبدي الكائن على الكل الله المبارك إلى الأبد، قبِلَ أن يأخذ مركز العبد. لقد كانت الطاعة غريبة عليه كما قيل عنه «مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به» ( عب 5: 8 ).

ليتنا نتمثل بهذا الشخص الفريد الذي هو المقياس السامي لنا في الطاعة التي أظهرها على الأرض في عالم متمرِّد عاصٍ، إذ أطاع حتى الموت موت الصليب، فنًظهر طاعة المسيح في حياتنا لنُشبع شخصه، الذي له كل المجد.

عوني لويس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net