الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 31 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخطية والبَرَص
.. عشرة رجال بُرص فوقفوا من بعيد ورفعوا صوتًا قائلين: يا يسوع.. ارحمنا! فنظر وقال لهم: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة. وفيما هم مُنطلقون طهروا ( لو 17: 12 - 14)
ألا تلاحظ أيها القارئ العزيز أنه يوجد تشابه بين الخطية والبَرَص مع فارق واحد هو أن عقاب الخطية أمرّ بما لا يُقاس من نتيجة البَرَص؟ نعم توجد عدة أوجه شَبَه؛ فالبرص نجس، والخطية نجسة. والبرص يشوِّه الجسم والخطية تشوّه الإنسان «عار الشعوب الخطية» ( أم 14: 34 ). والبَرَص داء عديم الشفاء، والخطية عديمة الشفاء (بمجهود الإنسان). والبَرَص مُعدِ، والخطية سريعة العدوى «المعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة» ( 1كو 15: 33 ). والبَرَص يجعل الإنسان معتزلاً وبعيدًا، والخطية تبعد الإنسان عن الله. والبَرَص كسوس داخلي ينخر في العظام تدريجيًا حتى ينهار، والخطية داء دفين لا يزال يضعف قوى الإنسان الأدبية حتى يهدمه وينحدر به إلى جهنم. فما أشبه الخاطئ بالأبرص، فهل تريد أن تبرأ؟ يوجد رجال بُرْص برئوا من دائهم. اقرأ عنهم في لوقا17.

إنهم رأوا يسوع مُقبلاً فوقفوا من بعيد ورفعوا صوتًا قائلين: «يا يسوع، يا مُعلم، ارحمنا!»، فرحمهم وأرسلهم، وفيما هم مُنطلقون طَهروا. فهل تريد أن تطهر؟ افعل مثلما فعلوا: قف ولو من بعيد، وارفع صوتك قائلاً: «يا يسوع ارحمني» فيُجيبك أن انظر إلى الصليب، وإذا نظرت إلى الصليب لا بد أن تطهر. نعم يجيبك «آمن» وبإيمانك لا بد أن تخلص، إذ تسمع منه تلك الجملة المُفرحة «قُمْ وامضِ، إيمانك خلَّصك» (ع19). هذه هي طريقة العلاج المختبرة من جميع المؤمنين قديمًا وحديثًا، والطب الروحي ليس عنده علاج للخطية سواه. أما إذا ذهبت إلى الناس فإنهم في ادعائهم بمعالجة الخطية أطباء دجالون، فلا علمهم ولا تهذيبهم ولا قوانينهم ولا آدابهم تستطيع أن تخلِّص من الخطية، والدليل على هذا واضح كل الوضوح، فإن العالم وقد وصل إلى درجات سامية في العلوم والمعارف والرقي الأدبي والقانوني، قد ازداد شرًا وفسادًا ونجاسة، فكأن كل هذه الوسائط قد ضاعفت الداء بدلاً من أن تعطي الدواء. أما الذين يقولون لك إنك بقوة الإرادة تخلص من الخطية، فهم كاذبون، والدليل على ذلك أن أكبر القواد والأبطال الذين يُدعون بأصحاب الإرادة الحديدية كانوا عبيدًا للأطماع والشهوات والعادات الرديئة، لا توجد طريقة للخلاص تحت الشمس إلا طريقة واحدة وهي دم المسيح «وليس بأحد غيره الخلاص» ( أع 4: 12 ).

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net