الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع في بيت عنيا
وكان إنسانٌ مريضًا وهو لعازر، من بيت عنيا... فأرسلت الأختان إليه قائلتين: ياسيد، هوذا الذي تحبه مريض ( يو 11: 1 - 3)
لقد أحسنت أختا بيت عنيا بنظرهما إلى الرب يسوع في ساعة التجربة، فهو وحده قادر وراغب في إعانتهما، وإن كان هذا المبارك لم يُسرع في تلبية دعوتهما في الحال، لأنه لم يرَ أنه من اللائق أن يُعجِّل إلى نجدتهما، مع أنه يحبهما كثيرًا، وقد شاركهما في حزنهما ورثى لقلقهما، وقد وزن كل ما أصابهما وزنًا كاملاً، فلم تنقصه المواساة ولم يعوزه العطف. وقد تأنى وتمهَّل عليهما ولو أن العدو قد ألقى من الوساوس والظنون ما شاء. وربما لاح لهما أن «السيد» قد نسيهما، أو أن الرب المُحب قد تغيَّر من نحوهما، وليس بغريب إن قامت السُحب بينهما وبين الرب. نحن أدرى بحالة القلب الكسير الذي يتعذب من جراء هذه الأفكار التي يقع فريسة لها، ولكن الدواء الإلهي والعلاج لمناقشات القلب والجواب المُقنع لكل وساوس العدو المُرعبة وهمسه المُظلم والمُرجف، هو الثقة الكاملة في ثبات محبة المسيح الأزلية.

هذا هو السر الصحيح لطمأنينة القلب، فلا تَدَع شيئًا ـ يا عزيزي المؤمن ـ يزعزع ثقتك في محبة الرب التي لا تتغير ولا تزول. ومهما توهجت نار الأتون، وعَلَت لُجج الأمواج، وتكاثفت ظلال الموت، ووعر مسلكنا، وخشن سبيلنا، واشتد ضيقنا، فلنتمسك بالثقة في محبة الرب يسوع الكاملة، ومواساة الذي نزل إلى تراب الموت، وعجَّت على رأسه تيارات ولجج غضب الله، ليبرهن على حبه لنا في إنقاذ نفوسنا من النيران الأبدية، لا تخشَ من الثقة فيه ثقة كاملة، واطرح نفسك بين يديه بدون تردد أو إحجام أو تحفُّظ. لا تزن محبته بظروفك، لأنك إن فعلت ذلك وصلت إلى نتائج كاذبة، فلا تحكم حسب الظاهر، ولا تتخذ من ظروفك أساسًا تبني عليه حُججك، لكن هلم إلى قلب المسيح مُتخذًا إياه أساسًا مباركًا. لا تفسر محبته بظروفك بل ظروفك بمحبته، ودَع أشعة تلك المحبة الإلهية تُشرق على مُحيطك المُظلم، حتى تقوى على دحض كل فكر من أفكار الشكوك مهما كان منبعه.

ويا لها من بركة عُظمى أن نبرر الله في كل ما يحل بنا ويصيبنا! لأنه مهما تلبد الجو بالسُحب، واكفهر أفق حياتنا، وثارت علينا الزوابع، فالله أمين، ولا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لنستطيع أن نحتمل.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net