الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لسان مُرّ .. ونفس حزينة
لا تدعوني نُعمي بل ادعُوني مُرَّة، لأن القدير قد أمرَّني جدًا. إني ذهبت مُمتلئة وأرجعني الرب فارغة ( را 1: 20 ، 21)
في ردها على النساء تكلَّمت نُعمي كإمرأة تعيسة لا تُسمى ذات النعم فيما بعد، بل «مُرَّة»، وصوَّرت أحزانها وتجاربها بصورة مُكبَّرة دون أن تكون عندها كلمة واحدة لتتكلم بها عن صلاح الرب الذي أعادها سالمة إلى أرضه وإلى مدينتها وعشيرتها. ومهما كانت قوة شهادتها في موآب، فإنها أصبحت ضعيفة جدًا عندما عادت إلى عتبة بيتها مرة أخرى. وإذ انحصرت في دائرة حزنها المثلث، تكلمت بجهالة مُتهمة القدير بأنه قد أمَرَّها وكسَّرها وأرجعها فارغة (ع20، 21). هكذا كانت الكلمات الغريبة التي نطقت بها واحدة من نساء الإيمان!

ومع أن قلب نُعمي كان حزينًا ومُغتمًا، إلا أنه كان يوجد فرح وبهجة في الأرض التي كان القدير فيها شمس ومِجن. فكانت حقول بيت لحم مُبتهجة بخيرات باكورات المحصول الذي نضج للحصاد «لأن الشتاء قد مضى، والمطر مرَّ وزوال. الزهور ظهرت في الأرض. بَلَغَ أوان القضب» ( نش 2: 11 ، 12).

ونُعمي، وقد رجعت إلى بيت لحم في ابتداء سنة جديدة، لا شك أن شهر نيسان وابتداء حصاد الشعير كانت لهما رسالة إليها، رسالة الرجاء والأمل. فموات الشتاء قد مضى، وكان أمامها حياة جديدة، حياة الإثمار والبركة، لو عرفت ذلك. فالمرأة الحزينة الفقيرة، الأرملة الثكلى، كانت على وشك أن تجد فرح البركة الوفيرة حولها وفي داخلها، وأن تصير مرة أخرى نُعمي ذات النِعَم.

نعم، إنها طريقة السماء دائمًا أن تقرن الرجوع بالفرح، وأن تهيئ للضالين التائبين المائدة الفاخرة وتستقبلهم بالرقص والطَرَب. وعلى ذلك كانت هناك أفراح لا تخطر على البال، تنتظر نُعمي في بيت لحم، وكان قلب تلك الأرملة الحزينة على وشك أن يُسرّ ( أي 29: 13 ) لأن الرب سيعطيها مَنْ له حق الفداء حتى لا يضيع ميراثها إلى الأبد ( را 4: 14 ، 15). فضلاً عن ذلك، فالرب، تبارك اسمه، سيعطي لهذه الأرملة البائسة ابنًا ليكون اسمه شهيرًا في إسرائيل ( را 4: 17 )، فتلك التي رجعت بقلب فارغ ويدين خاويتين، ستمتلئ بأفراح وبركات ما كانت لتنتظرها أو تستحقها.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net