الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملوك وجيوشهم
اجعلوا هذا الوادي جبابًا جبابًا. لأنه هكذا قال الرب: لا ترون ريحًا ولا ترون مطرًا، وهذا الوادي يمتلئ ماءً، فتشربون أنتم وماشيتكم وبهائمكم ( 2مل 3: 16 ، 17)
كان يهوشافاط ملك يهوذا رجلاً يخاف الله، إلا أنه وقع في الشَرَك، وإذ لم يحافظ على مركز الانفصال، دخل في عهد غير مقدس مع يهورام، ونزل إلى مستوى ذلك الملك الشرير، إذ قال له: «مثلي مثلك. شعبي كشعبك وخيلي كخيلك» ( 2مل 3: 7 ). هذا، وتعاهد أيضًا الملك يهورام، والملك يهوشافاط، مع ملك أدوم الوثني عدو الله. إذًا أمامنا الآن مُعاهدة من ملك شرير، وملك يخاف الله، وملك وثني. ويا لها من معاهدة بغيضة!

ودون التفكير في الله، ودون أية إشارة إلى الله، تقدم هؤلاء الملوك الثلاثة لتنفيذ ما فكَّروا فيه. وبعد سبعة أيام من مسيرهم في برية أدوم، واجههم ما يهددهم بالهلاك، لا من العدو الذي ذهبوا لمحاربته، بل من عدم وجود ماء. لكن ملك يهوذا؛ الملك الخائف الله، اتخذ من هذه المِحنة فرصة، بل باعثًا على الاتجاه إلى الله كالملجأ الوحيد «فقال يهوشافاط: أَ ليس هنا نبي للرب فنسأل الرب به؟».

هذا السؤال جاء بهؤلاء الملوك الثلاثة إلى أليشع، وإذ جاءوا إليه، واجه أول ما واجه ملك إسرائيل الشرير، فقال له: «ما لي ولك!». ولا شك أن في هذه العبارة توبيخًا ضمنيًا للملك يهوشافاط الذي إذ سلك حسب الجسد، دخل في عهد غير مقدس مع ملك إسرائيل الشرير، فقال له: ”مثلي مثلك، شعبي كشعبك“.

يهوشافاط لم يعبد آلهة يهورام، لكنه تعاهد معه؛ تعاهد مع رجل لا يستطيع أن يشترك معه في عبادته. وألا نرى هذه الحالة في المسيحية؟ إن في مثل هذه المعاهدات يُفضَّل خير الناس ونفعهم على مجد الله. وهذه المعاهدة إذ نظر إليها أليشع متأملاً متألمًا، سبَّبت له ارتباكًا في أفكاره، فلم يستطع أن يميِّز فكر الرب فيما يتَّبع، فقال: «أتُوني بعواد» لكي يسمو بأفكاره عن المشهد الذي أمامه، ويرقى إلى فوق ليعرف فكر الرب. حقًا إن تمييز فكر الرب يتطلب منا حالة روحية سامية، إذ لو أراد أليشع أن يحكم في الأمر لأول وهلة، لقال للملوك: هذا حصاد ما زرعتم، لكنه إذ سما إلى محضر الرب، أدرك أن الرب مُزمع أن يتخذ من فشل الشعب ومِحنته ما يُظهر به مجده، ويعظِّم به نعمته. وقد تم، فلم يحفظ الرب الملوك وجيوشهم من محنة تعرضوا لها فحَسَب، بل أعطاهم نُصرة على موآب. فيا لنعمة إلهنا! يا لغناها! يا لسموها!

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net