الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يُعِد المنفذ قبل التجربة
أنا يوسف أخوكم ... أرسلني الله قدامكم... أرسلني الله قدامكم.. ليستبقي لكم نجاة عظيمة. فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله ( تك 45: 4 - 8)
عندما عرَّف يوسف إخوته بنفسه، كرر ثلاث مرات ليؤكد أن مجيئه إلى مصر ووصوله للعرش لم يكن سوى إرسالية، فيقول: «أرسلني الله» ( تك 45: 5 ، 7، 8)، حتى كأنني أكاد أسمعه يكرر نفس كلمات مردخاي عندما قال لأستير: «ومَنْ يعلم إن كنتِ لوقت مثل هذا وصلتِ إلى المُلك؟» ( أس 4: 14 )، مع فارق هام، أنه هو هنا الذي يقول هذا بنفسه، وليس آخر يقولها له، كما قال مردخاي لأستير. كما أن لغته لا تحمل التساؤل كمردخاي عندما قال: «مَنْ يعلم؟» بل لغة اليقين، إذ كان هو فعلاً يعلم، فكان كمَن يقول: ”إني أعلم أنني لهذا الوقت وصلت للسلطة“. ثم لاحظ أنه مرتان يكشف عن زمن الإرسالية فيقول: «أرسلني الله قدامكم» أي قبل مجيئكم إلى مصر! أي قبل أن تحل بهم تجربة الجوع! ثم يكشف عن غرض هذه الإرسالية، فيقول: «ليستبقي لكم نجاة عظيمة»، أي ليكون لهم منفذ للنجاة! وعليه إن جمعنا معًا هذه الأفكار الثلاثة: المُرسِل: الله؛ وزمن الإرسالية: قدامكم؛ وغرض الإرسالية: نجاة عظيمة. يمكننا بسهولة أن نقول إن الله إله النجاة، أرسل يوسف قبل وقت التجربة، ليكون المَنْفَذ عند حدوثها! أي أن إله النجاة أعد المنفذ قبل الأوان. «دعا بالجوع على الأرض. كسر قوام الخبز كله. أرسل أمامهم رجلاً. بيع يوسف عبدًا» ( مز 105: 16 ، 17). ولاحظ الترتيب البديع: فهو دعا بالجوع، ولكن قبل أن يحل الجوع بحوالي عشرين سنة، كان قد سبق ودبَّر المَنْفَذ، إذ أرسل أمامهم رجلاً!!

لكن يبقى أن هناك فارقًا هامًا بين أستير ويوسف كمَنفَذين أعدهما إله النجاة لخلاص شعبه، فبينما صارت أستير مَنفَذًا من خلال إحسان كبير أحسن به الرب إليها، صار يوسف مَنفَذًا من خلال ضيق مرير سمح به الرب له!! ومن هذا نتعلم أن إله النجاة لا يستخدم فقط الإحسان، كمَنْفَذ قبل الأوان، بل يستخدم الضيق أيضًا الذي نجتاز فيه اليوم بسماح من الرب، كمَنْفَذ عظيم يعدّه إله النجاة قبل الأوان لاستبقاء حياة ونجاة.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net