الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 9 يناير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا وُلِدت؟
فلماذا أخرجتني من الرَّحِم؟ كنت قد أسلمت الروح ولم تَرَني عينٌ! فكنت كأني لم أكن، فأُقاد من الرحم إلى القبر ( أي 10: 18 ، 19)
«لماذا أخرجتني من الرحم؟» (”لماذا وُلدت؟“ ـ ترجمة داربي)، لماذا أعطاني الله حياة لأقاسي هذه التجارب؟ هذه هي لغة الإنسان الطبيعي الذي هو في تمرد ضد صانعه. إن الإنسان في جهله يحاج الله كأنه يريد أن يُعلمه ( أي 40: 2 ). وهو يلعن الماضي، ويسخط على الحاضر، وبلا رجاء في المستقبل.

إن كل سؤال يمكن أن يُسأل بطريقتين، إما في حالة التواضع والرغبة الصادقة في معرفة الجواب بإخلاص، أو في حالة العصيان المقرون بالكبرياء وعدم الإذعان للإجابة. في الحالة الأولى يأخذ السائل مكان المُتعلم الأمين، وهو المكان المناسب له دون غيره. أما في الحالة الثانية فإنه يفترض مُسبَّقًا أنه ليس هناك إجابة مرضية مُقنعة. فالإنسان إما أن يتقدم أمام الله بإخلاص وفي روح الصلاة التي علَّمها أليهو لأيوب «ما لم أبصره فأرنيه أنت» ( أي 34: 32 ). وإما أن يسأل في عصيان قائلاً: ”لماذا كل شيء يختلف عما يجب أن يكون عليه؟“.

إن مَن لا يريد أن يجلس عند قدمي السيد ويقول له: «أسألك فتعلمني» ( أي 42: 4 )، إنما يكون كمَن يُحاسب ويُحاكم الله. إن الجُبلة تقول لجابلها أحيانًا: «لماذا صنعتني هكذا؟»، ومع أن هذا السؤال في مُنتهى الغباوة، إلا أننا نجده يتردد كثيرًا على ألسنة بني آدم. وفي هذه الأيام، حيث انتشر روح الاستقلال عن الله، وأصبح كل إنسان يريد أن يكون حرًا في تفكيره، نجد السؤال أصبح عامًا، والمؤمنون بإزاء هذه الحالة يجب عليهم أن يكونوا في شركة عميقة مع سيدهم حتى لا يتأثروا بروح هذه الأيام الرديئة. ولأنه لا جديد تحت الشمس، كان في الواقع على أصحاب أيوب أن يحلّوا نفس المسائل والمُشكلات التي نواجهها الآن، فقط مع هذا الفرق الكبير وهو أن مشورات الله وأفكاره هي الآن أكثر وضوحًا مما كانت عليه قبلاً. ربما نجد بعض العذر لأيوب في مُحاجته مع الله، ولكن في الوقت الحاضر حيث كلمة الله كاملة بين الأيدي، يُرى أمرًا رهيبًا أن يتطرق إلى ذهن الإنسان شك في حكمة الله ومحبته وعنايته بكل خليقته.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net