الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 يناير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وُلد المسيح !
فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 21 )
لقد كان ينبغي أن يكون المخلِّص إنسانًا، لأن الإنسان هو الذي أخطأ ضد الله، وكان ينبغي أن يكون هو الله، فليس سوى الله الذي يقدر أن يخلِّص البشر من خطاياهم. فلقد اختبر الله البشر لآلاف من السنين فثبت فشل الجميع وعجزهم. بل إن أفضل البشر كانوا هم أنفسهم محتاجين لمَن يخلصهم ( لو 1: 46 ، 47، 5: 8؛ 1تي1: 15)، وكان الأسلوب الوحيد لكي يخلِّص الله البشرية الساقطة، هو أن يأخذ ابنه صورة هذا الجنس الذي أراد الله أن يفديه.

ولو لم يصبح المسيح إنسانًا لاستحال عليه أن يموت، فالله له وحده عدم الموت، ولاستحال أيضًا أن يُمثِّل الإنسان أمام عدالة الله ليكون نائبًا عنا.

ولو أن المسيح كان مجرد إنسان لَمَا أصبحت فديته مقبولة ولا كافية. ليست مقبولة، لأن نفسه في تلك الحالة لا تكون ملكه هو، بل ملك الله الذي خلقها، وبالتالي لا يصلُح أن يقدمها لله. ثم إنها ليست كافية لأن الإنسان محدود، وأما الخطأ الذي ارتُكب في حق الله غير المحدود هو أيضًا غير محدود. ولكن حيث أن المسيح هو الله والإنسان في آن، أمكنه أن يكون الوسيط الذي يضع يده على كلينا، فتمت أُمنية أيوب القديمة ( أي 9: 33 )، وأمكنه أن يكفِّر بموته عن خطايا كل المؤمنين، بل وكل العالم أيضًا ( 1يو 2: 2 ).

لنا أن نتعجب وأن نغتبط، فابن الله صار ابن الإنسان، ليجعل بني البشر أبناء الله!

هذا هو السر العظيم: «بالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ). وإننا نقول كما قال أحد القديسين: ”إننا نؤمن بما لا نقدر أن نشرحه. فالمسيح بقيَ ما كانه (الله)، وصار ما لم يكنه قبلاً (إنسان)“. وإن فكّر أحد أن هذا عجيب، يبادرنا إشعياء قائلاً: «يُدعى اسمه عجيبًا» ( إش 9: 6 ).

لقد وُلد المسيح لكي يكون إنسانًا بكل معنى الكلمة. فهو لم يكن ـ كما قال بعض الهراطقة في العصور المسيحية الأولى ـ شَبَحًا أو خيالاً. لا، لكنه ظهر «في الجسد». ولذلك وُلد لكي يكون إنسانًا بكل معنى الكلمة. إن إنسانيته مؤكدة من مولده من امرأة.

نرى عجبًا ...أن الكلمة
صار جسدًا ...هللويا

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net