الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 يناير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مستقبل العالم
قد أخبرَ الله فرعون بما هو صانعٌ ... الأمر مُقررٌ من قِبَل الله، والله مُسرعٌ ليصنعه ( تك 41: 25 ، 32)
بعد أن سمع يوسف الحلم من فرعون، أعطاه رسالة من الله، ولقد كرر مرتين هذه العبارة «قد أخبر الله فرعون بما هو صانعٌ» (ع25، 28). لقد كان لحكماء مصر، بلا شك، نظرياتهم بشأن مستقبل البلاد، ولقد شكَّلوا سياستهم وخططهم بناء على آرائهم وتصوراتهم. وحتى في أيامنا، فإن لقادة هذا العالم، سواء السياسيين أو الدينيين، نظرياتهم المتنوعة عن مستقبل حكم العالم، ولقد اتفقوا من أكبرهم إلى أصغرهم على جعل الله خارج حساباتهم. فالإنسان لا يريد أن يعترف بالله «كإله السماوات والأرض»، لا مانع عندهم أن يبقى الله في سمائه التي لا يهتمون بها كثيرًا، أما من جهة الأرض، محور اهتمام الإنسان، ففي نظرهم أنها لا بد أن تُحكم حسب أفكار ومبادئ الإنسان التي تُمجد إرادة الإنسان وتستبعد الله تمامًا. وبالرغم من ذلك، فإن لله خططه المختصة بمستقبل الحكم في العالم، وهو لم يتركنا في جهل بها. وإن كان في أيام فرعون «أخبر الله فرعون بما هو صانعٌ»، ففي يومنا هذا قد أعلن لنا عما هو صانع بكل وضوح وبساطة في كلمته.

لقد كان الله مُزمعًا أن يحكم مصر برَجُلٍ رفضه إخوته وطردوه، وكان مَنسيًا من العالم. ولقد عرَّفنا الله «بسر مشيئته، حسب مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض» ( أف 1: 9 ، 10). إن ذاك الذي، عندما جاء إلى العالم، لم يجد له مكانًا في منزل، ولا حتى في فندق متواضع، وسار في هذا العالم كغريب في الأرض وكإنسان مسافر، فلم يكن له أين يسند رأسه، والذي خرج من هذا العالم بعد أن سُمِّر على الصليب بين لصين، هو نفسه المُعيَّن من الله لكي «تكون الرياسة على كتفه» ( إش 9: 6 ).

وعلاوة على ذلك فإن فرعون تعلَّم على شفتي يوسف حقيقة ثانية، وهي أنه ليس لله خطته لمستقبل حكم مصر فقط، بل أيضًا أن «الأمر مُقررٌ من قِبَل الله» (ع32). قد يتحمس جيل ما لنظريات معينة وينفذ خططه بكل نشاط وقوة، ثم يأتي الجيل الذي يليه ليطرحها جانبًا. ولكن الله وحده هو «مُخبر منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعل، قائلاً: رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي» ( إش 46: 10 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net