الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 يناير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الزرع والحصاد
إن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا. لأن مَن يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادًا. ومَن يزرع للروح فمِن الروح يحصد حياةً أبدية ( غل 6: 7 ، 8)
الزراعة للجسد هي الاهتمام بالجسد وبرغباته. والزراعة للروح هي أن نعطيه مكانته وأن نُخضع نفوسنا له. وإذا زرعنا للجسد نحصد فسادًا، أما إذا زرعنا للروح فإننا نحصد حياة أبدية، ونستحوذ على كل البركات الروحية ونتمتع بها، وبتلك الشركة مع الآب والابن، والتي تتضمنها الحياة الأبدية من الجانب العملي والاختباري .. فالفساد يأتي من الجسد، والحياة الأبدية تأتي من الروح. وفي كلتا الحالتين، الحصاد مُطابق للزرع، فمن الطبيعي أن نحصد شوكًا إذا زرعنا شوكًا، وأن نحصد قمحًا إذا زرعنا قمحًا.

وفي ضوء هذه الحقيقة، كم ستتغير نظرتنا لحياتنا! فكم من أمور تبدو لنا غريبة واعتباطية، سنكتشف أنها طبيعية تمامًا، وأنها ما كان يجب أن نتوقعه على أساس ما زرعنا. قد نتساءل لماذا يحدث معنا هذا الأمر أو ذاك، بينما ينبغي أن نتعجب لو لم يحدث. ويا لسعدنا، عندما تبدأ تظهر باكورة حصاد زرعنا، محصولاً وافرًا للحياة الأبدية.

هنا إذًا، نجد السبب لماذا نضطر في أحيان كثيرة أن نتحسَّر على ضعفنا الروحي، أو نقص الحيوية والفرح والقوة في حياتنا مع الله. إن تقدمنا في الحياة الروحية ضعيف، ونسأل ما السبب؟. كم من مرة سمعنا فيها هذا السؤال يتردد، وبنوع من الحزن يُلمح إلى أن الله يوزِّع بركاته على غير أساس واضح، أو أن المسألة كلها يلفها الغموض! وفي الحقيقة، ليس في المسألة غموض.

وتُحسم المسألة ببساطة عندما نسأل أنفسنا: ”ما الذي نزرعه؟“ فلا يمكن أن نجتني من الشوك تينًا، ولا أن نحصد الحياة الأبدية إذا لم نزرع للروح. إن مشكلة معظمنا في هذه الأيام هي تبديد الطاقة. قد يكون ما نزرعه ليس ضارًا، ولكنه غير نافع وغير مطلوب. ولا نستطيع أن نقول مع الرسول: «أفعل شيئًا واحدًا».

ربما يطلب منا أحد الأحداث في الإيمان أن نكون عمليين وألا نلف حول الموضوع. عندئذٍ نقول له: ”اقطع من حياتك تلك التسليات البريئة غير الضارة، والعَبَث غير النافع، وتلك العلاقات التي تضيّع فيها الوقت، والتي لا تحقق شيئًا ولا تقودك إلى شيء. املأ قلبك وعقلك ووقتك بكلمة الله والصلاة، أعطِ نفسك من كل قلبك لخدمة الرب يسوع بفرح، وبعد قليل سيظهر نفعك للجميع“.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net