الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 29 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ختم الروح القدس وكمال المؤمن
ولكن الذي يثبّتنا معكم في المسيح، وقد مَسحنا، هو الله، الذي ختمنا أيضًا، وأعطى عربون الروح في قلوبنا
( 2كو 1: 21 ، 22)

الختم ـ كما نعلم ـ لا يوضع على أي مستند إلا بعد أن يستوفي تمامًا كل الشروط المطلوبة من كل ناحية. وأن ترى ختمًا على أية ورقة، فهذا معناه أن هذه الورقة استوفت كل المطلوب. فالختم إذًا، من هذه الناحية، يفيد الكمال.

وواضح أنه لا يوجد شخص كامل كمالاً مطلقًا، يستحق أن يختمه الله، إلا ربنا يسوع المسيح. ولهذا فالمسيح هو الشخص الوحيد الذي خُتم، نظرًا لكمال شخصه، ودون حاجة إلى ذبيحة. لقد كان المسيح في ذاته هو كمال الكمال في كل شيء. ولقد شهد عنه الآب قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» ( مت 3: 17 ).

وفي يوحنا 6 نقرأ عن ختم الآب لابنه المحبوب «لأن هذا (أي ابن الإنسان) الله الآب قد ختمه» ( يو 6: 25 ). حقًا ما أبعده في ذلك عن كل بني البشر. فإننا نقرأ في تكوين 6 شهادة الوحي عن الإنسان، إذ يقول الرب: «لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد» ( تك 6: 3 ). ويا للمُباينة الواضحة بين تكوين 6، ويوحنا 6. فالشاهد الأول، يوضح لنا أن الروح القدس يجاهد ويبكِّت جميع البشر، لكن الشاهد الثاني، ليس فقط يوضح أن الروح لم يجد شيئًا يبكِّت عليه، بل قد وجد الآب في ابنه الفريد كل الكمال، ولذلك فقد ختمه بالروح القدس.

وأما نحن المؤمنين فلا نُختم إلا بعد إيماننا بالمسيح، الذي مات وقام، لأننا لسنا كاملين في ذواتنا، بل «في المسيح». ولذلك، ففي أفسس1: 13، قبل أن يقول الرسول: «خُتمتم»، ذكر كلمة «فيه»، أي «في المسيح». وفي 2كورنثوس1: 21، 22 عن ختم المؤمنين بالروح القدس، يقول عن الله: «الذي يثبتنا معكم في المسيح ... هو الله، الذي خَتَمنا أيضًا». هذا معناه أننا خُتمنا لأننا «في المسيح».

نحن نعلم أنه كان يستحيل قديمًا على الذبائح الحيوانية في عهد الناموس، أن تُكمِّل الذين يتقدمون ( عب 10: 1 )، لكن المسيح استطاع «لأنه بقربان واحدٍ قد أكمل إلى الأبد المُقدَّسين» ( عب 10: 14 ). وعبارة «أكمل إلى الأبد المُقدسين» تعني أن هؤلاء المُقدسين أصبحوا كاملين بمجرد إيمانهم، وبعد سنة من إيمانهم، وبعد عشر سنوات، بل هم إلى الأبد كاملون، بدون توقف أو فواصل ولو إلى لحظة واحدة. ونظرًا لهذا الكمال، فقد ختمنا الله، إعلانًا منه على كمالنا حقًا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net