الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فلينقذه الآن إن أراده
وكذلك رؤساء الكهنة أيضًا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: … قد اتكل على الله، فلينقذه الآن إن أراده! لأنه قال: أنا ابن الله!
( مت 27: 41 - 43)

ها أيضًا جُرعة أخرى من التعيير المُرّ، تقطر من كلمات رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ الذين قالوا «فلينقذه الآن إن أراده!». «إن أراده» تقع هذه الكلمات على أذني ذلك المُعلَّق المصلوب الصامت، ودون أن تُجيب السماء بكلمة شهادة له. ويزيدون المرارة بالتحدي الذي يستند إلى المكتوب «لأنه قال: أنا ابن الله!». وهنا يرددون صدى التجربة في البرية. بل في هذه العبارة ترديد للتعيير الذي يسمعه كل أولاد الله في كل زمان، وفي كل مكان: "إن كنت حقًا ابنًا لله، فلماذا جاء عليك كل هذا؟ وإن كنت تثق حقًا في الله، فلماذا تُركت هكذا في هذا الظرف؟".

أما الرب يسوع، فقد ترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. إن الله له ابن وحيد بلا خطية، لكنه ليس له أي ابن بلا ألم. وهنا لُب وجوهر الدرس العملي الغزير الفائدة؛ درس الثقة فيه في جميع الأحوال، رغم الاعداء، ورغم سوء فهمهم لنا، ورغم قلوبنا ذاتها. على أن فكر الشيطان هذا، سيظل سلاح هجوم على كل أولاد الله طوال فترة عبورهم في هذا العالم. سيظل يخدعهم أو يدفعهم لأن يتصرفوا كما لو كانوا كُفاة في أنفسهم لأن يستقلوا عن الله، أو أن يتفادوا حَمل الصليب وعاره، لكن ربنا يسوع واجه كل ذلك، ورغم ظاهر الأمر، ورغم التعيير المُرّ ورغم الترك والوحدة الموحشة، وضع كل ثقته في الله، وأكمل السعي بثبات تاركًا لنا مثالاً حتى إذا تأملناه لا نكِّل ولا نخور، بل بصبر ومُثابرة نقطع الشوط الذي أمامنا.

لم يكن الصليب بعاره وآلامه هو ختام تلك الحياة الكاملة، حياة الخدمة المُخلصة والثقة المُطلقة في الله. كلا، بل القيامة المجيدة في اليوم الثالث، كانت بداية الإجابة على كل تهجمات الجلجثة وتعييرات المُعيرين. لأنه أُقيم بمجد الآب وتعيَّن ابن الله بقوة بالقيامة من الأموات، وكان صعوده إلى الأعالي، من حيث جاء، هو الجواب المجيد على قولهم «إن أراده» لأن الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل ( أف 4: 10 ). وتتويجه بالمجد والكرامة، وجلوسه عن يمين العظمة حتى توضع أعداؤه موطئًا لقدميه، ورجوعه بالقوة والمجد الكثير مع كل قديسيه والملائكة القديسين، وملكوته والمجد الأبدي، كل هذه يتألف منها جواب مجيد على اتكال ذلك القلب الكامل الذي مرة كسره العار.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net